قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن جميع البحوث التى تناولت ظاهرتى التدخين والإدمان فى وسائل الإعلام أكدت أن الأفلام السينمائية هى السبب الرئيسى للتدخين فى سن مبكرة، كذلك توجد علاقة بين الإقبال على مشاهدة التلفزيون والتدخين، حيث إن الأعمال الدرامية تجعل الجمهور يتعاطف مع شخصية المدمن مع إظهار المدخن بصورة أكثر جاذبية. وأضافت خلال الندوة التى عقدت على هامش مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال بالتعاون مع وزارة الأسرة والسكان بعنوان "أطفال بلا تدخين = مستقبل بلا أدمان" أن أفلام الكارتون تحمل رسائل مباشرة للتدخين دون أى ذكر لمضارها، بالإضافة إلى تقديم رسائل إعلامية متناقضة عن تلك الظاهرة، مشيرة إلى أنه بالرغم من منع الإعلانات التلفزيونية للسجائر إلا أن إعلانات الصحف لها تأثير كبير خاصة على المراهقين. وأشارت إلى أن المشكلة التى تعانى منها الحملات الإعلامية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات هى عدم الاستمرارية وعدم التقييم المستمر لنتائجها بل قد يصل الأمر إلى عدم إجراء أى دراسات قبل إطلاق الحملة، مؤكدة على أهمية الدراسة المتأنية لتأثير الرسائل المقدمة للجمهور عبرها مع عدم المبالغة فى استمالات التخويف والتى تؤدى إلى نتيجة، مستشهدة بالصور التى تم وضعها على علب السجائر، مضيفة أن القضايا الاجتماعية وعلى رأسها الإدمان ضاعت وسط المنافسة بين الإعلام الحكومى والخاص والذى لا يهتم ألا بجذب القراء على حسلب أولوياتهم الحقيقية. وأضافت مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان أن الأسرة يقع عليها الدور الرئيسى فى حماية أبنائها من خطر التدخين والإدمان، مطالبة الصندوق الأهلى للشباب والذى من المقرر أن يقوم بتمويل حملة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى الإعلامية أن يخصص تمويلا كافيا للحملة يضمن لها الاستمرارية لأطول فترة ممكنة، كما فى الإعلانات التجارية كإعلانات المياه الغازية. ومن جانبها أشارت الصحفية منى رجب إلى أن الإعلام ينبغى عليه تغيير المفاهيم السائدة بين الشباب، مثل أن التدخين مرتبط بالرجولة مع ضرورة استخدام الوسائل الحديثة كالإنترنت، وأضافت المخرجة شويكار خليفة أن الإنتاج الكارتونى المصرى مهتم بإظهار القدوة الحسنة للأطفال، مشيرة إلى الورشة التى تم عقدها لمدة 4 أيام على هامش المهرجان والتى قام الأطفال المشاركون بها بصنع فيلم كارتون عن مخاطر التدخين. فى حين، أشار اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى المسح الذى أجراه الجهاز حول ظاهرة التدخين فى مصر عام 2009، والذى أكدت نتائجه أن 19.8% من المصريين مدخنين، وأن 26% منهم لم يكملوا تعليمهم الابتدائى و21% غير متعلمين و16% حاصلين على مؤهلات عليا، وأن 17 عاما هو متوسط سن بدء التدخين بين الذكور والإناث.