شهد مركز كبار الممولين بمصلحة الضرائب أحداثا شديدة التوتر والارتباك الخميس الماضى، فى أول زيارة لأحمد رفعت، رئيس المصلحة الجديد، على نحو غير متوقع على الإطلاق، على عكس الاحتفاء الذى قابل به موظفو مصلحة الضرائب العامة وضرائب المبيعات رئيسهم الجديد، خلفا لأشرف العربى رئيس المصلحة السابق. وتفجرت المشكلة بسبب رغبة صغار موظفى المركز فى الاجتماع برفعت، إلا أنه قال: "هذا الاجتماع للقيادات فقط"، مما أثار موظفى المركز خاصة مع وجود حالة شديدة من التذمر ضد قياداته ورغبة منهم فى عرض مشكلاتهم أمام رئيس المصلحة. وأكدت مصادر بالمركز أن سبب التذمر الشديد بين الجميع هو توقف صرف الحوافز والمكافآت المقررة منذ شهر يوليو الماضى بعد قرار رئيس الوزراء بإنهاء استقلالية المركز، وضمه إلى مصلحة الضرائب، وتضمن القرار أن يفوض وزير المالية من يراه فى صرف الحوافز. وكان رئيس المركز قبل القرار هو المختص بصرف الحوافز فى إطار النظام الذى وضعته شركة "هاى جروب" العالمية والتى تعد أكبر شركة متخصصة فى هذا المجال، والتى تحدد استحقاق الحوافز من خلال عناصر قياس الجهد على ضوء الإنجازات وتعاون الموظف مع زملائه ودوره فى تحقيق أهداف المركز، ويعد كبار الممولين الجهة الوحيدة التى كان يطبق فيها صرف الحافز طبقا لهذا النظام. وظل جميع العاملين على صمتهم طوال وجود أشرف العربى رئيسا للمصلحة، خاصة وأنه قال وقتها أنه عرض 4 صيغ لصرف الحافز على وزير المالية لاختيار واحدة منها، وهو ما لم يتحقق منه شيئا. وبعد خروج العربى من المصلحة كان الأمل فى الرئيس الجديد كبيرا لحل هذه المشكلة، إلا أن قوله باقتصار الاجتماع على القيادات أشعل الموقف، وما زاد من حدة الأمر وصف الرئيس الجديد لقطاع الفحص والذى يضم 100 موظف بأنه "ميت"، وهى العبارة التى كررها أيضا للجان. الغريب أن جميع المكاتب فى المركز تلقت اتصالا هاتفيا داخليا من إحدى مكاتب المركز غير معلوم مصدره، يقول للجميع إن هناك اجتماعا لرئيس المصلحة مع صغار الموظفين بمكتب هادية عبد اللطيف رئيس المركز، وهو ما أدى لتجمهر كبير من جميع الموظفين للقاء رئيس المصلحة، إلا أن قيادات المركز طالبوا الجميع بالانصراف، وهو ما أدى لتوتر الموقف مما أدى إلى خروج الأمر عن السيطرة. وخرج رفعت من مركز كبار الممولين غاضبا مما حدث، هذا وقد أصبحت علاقة رئيس المصلحة الجديد بموظفى كبار الممولين على صفيح ساخن، وظلت مشاعر العاملين ثائرة فى صمت طوال فترة رئاسة أشرف العربى وما أعقب قرار رئيس الوزراء بتغيير تبعية المركز من توتر شديد، لتنفجر فى وجه أحمد رفعت الذى تولى رئاسة المصلحة قبل أسبوعين، ويصبح كبار الممولين الملف الأكثر سخونة أمام الإدارة الجديدة.