تحول موقعا التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" إلى سرادق عزاء إلكترونى مفتوح، لذرف الدموع والترحم على شهداء ثورة 25 يناير الذين تفرقت دماؤهم، وغدا البحث عن القصاص لهم أشبه ما يكون بالبحث عن إبرة فى كومة قش، عقب النطق بحكم براءة الرئيس الأسبق و6 من مساعديه فى قضية قتل المتظاهرين إبان الثورة. وسرعان ما انطلقت التعبيرات والتعبيرات، التى عكست أن المصريين ما زالوا يقدرون على مزج الأسى بالابتسامة، مما يمثل مصدرًا من مصادر عبقريتهم، وقدرتهم الاستثنائية على الوقوف كلما وقعوا. وجاءت تعليقات النشطاء الساخرة تحمل روح الإحباط التى سيطرت عليهم من خروج جميع رموز النظام الذى كان سببا رئيسيا لثورة 25 يناير، كما حملت رفضا لما اعتبروه اتهامات سخيفة بأنهم ينتمون لجماعة الإخوان، معتبرين أن هذه وسيلة من وسائل تكميم الأفواه. وبعيدًا عن القوانين التى تمنع التعليق على أحكام القضاء، تبدو مواقع التواصل منفلتة، تفور غضبًا، فأحد النشطاء كتب: "مبارك خرج براءة.. طبعا هتقول إنى إخوان، طيب خد فيشار"، وكتبت إحدى مستخدمات "فيس بوك" كلمتين مختزلتين: "مبارك الفاسدين"، فيما طالب ثالث بمحاكمة الثوار بتهمة إسقاط النظام، ودعا رابع إلى إقامة حفل فى ملعب القاهرة الدولى لتكريم مبارك والعادلى على نجاحهم فى اقتناص البراءة، وسجل أحدهم: عاجل من مصادرنا المؤكدة.. فريد الديب يتقدم بدعوى لمحاكمة الشهداء. وكتبت فتاة على تويتر: "عزيزى الفلول سامحنى أنا كنت مغيبة ومش فاهمة حاجة"، ودوّن آخر: "حسنى مبارك قائد الضربة الجوية هبط بطائرته فوق الثورة.. لعيب يا ريس"، فيما حرص كثيرون على نشر صور الشهداء، وتحتها عبارات: "القصاص سيأتى" و"عهدًا مكملين"، فيما كان من بين التدوينات الصادمة: "يجب نبش قبور الشهداء ومحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى".
