نشرت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل العملية الاستشهادية التى حدثت صباح اليوم الثلاثاء، فى أحد المعابد اليهودية بمدينة القدسالمحتلة، ووصفوا العملية ب"المجزرة" رغم قلة عدد المصابين فيها، مشيرين إلى أن فلسطينيين هاجما اليهود داخل المعبد ب"فأس" و"مسدس" وقتلوا ستة وجرحوا 9 فقط. أحد القتلة الإسرائيليين غارق فى دمائه داخل المعبد وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، خلال تقريرها عن الحادث أن الحادثة كانت مروعة للغاية، موضحة أن فلسطينيين تسللا لمعبد فى حى "هار نوف" فى غرب القدس فى وقت صلاة الصباح، وهاجموا المصلين بفأس وبنيران المسدسات، مشيرة إلى أن 4 من المصابين حالتهم خطيرة للغاية، لافتة إلى أن المئات من قوات الأمن الإسرائيلية انتشرت فى المكان وفرضت طوقا أمنيا فى العديد من شوارع القدس، كما فرضت طوقا أمنيا آخر على حى "جبل المكبر" بمدينة القدسالشرقيةالمحتلة. آثار العملية الاستشهادية بكنيس يهودى بالقدس ونقلت الصحيفة العبرية عن شهود عيان كانوا بالقرب من المعبد وقت حدوث العملية قولهم: "خرج أحد اليهود وكان يغطيه الدماء، وقال وقعت هنا مجزرة، واستغرق وصول الشرطة 11 دقيقة، ووصلت سيارات الإسعاف التابعة لنجمة داوود بعد 5 دقائق"، وقال أحد المسعفين إنه عندما وصل إلى مكان العملية شاهد المعبد وفيه عدد من الجرحى والقتلى غارقون فى دمائهم على الأرض. وقالت يديعوت، إن التحقيقات الأولية المتعلقة بهوية منفذى العملية أشارت إلى أنهما غسان وعدى أبو جمل من سكان حى "جبل المكبر" فى القدسالشرقية. جيش الاحتلال يفرض حصارا على القدس عقب عملية الكنيس ونقلت يديعوت عن نتنياهو قوله إن هذا الحادث هو نتاج التحريض الذى يمارسه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة حماس فى ظل صمت المجتمع الدولى، على حد زعمه، وتوعد نتنياهو بأن قوات الأمن الإسرائيلية سترد بقوة متناهية على مثل هذه الحوادث. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه من المقرر أن يعقد نتنياهو ظهر اليوم جلسة لتقييم الموقف مع رؤساء الدوائر الأمنية فى مكتبه بالقدسالمحتلة، فيما دعا رئيس بلدية القدس نير بركات، الحكومة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية إلى توفير كل الموارد اللازمة لضمان الأمن فى المدينة، مضيفا: "أننا لن نسمح بأن يحقق الإرهاب أى مكاسب أو انتصارات"، على حد قوله. وعلق وزير الاقتصاد نفتالى بنيت، من حزب "البيت اليهودى" المتشدد على الحادث قائلا: "إن الرئيس الفلسطينى هو المسئول عن هذه العملية، وأن أبو مازن أعلن حربًا على إسرائيل، وعلينا التعامل معه بموجب ذلك"، على حد تعبيره. قوات الأمن الإسرائيلية تغلق الكنيس عقب العملية وتأتى هذه العملية بعد يوم من وفاة سائق أتوبيس فلسطينى يدعى يوسف حسن الرمونى، الذى قتل على يد مستوطنين يهود، وزعمت الشرطة الإسرائيلية أن نتائج عملية تشريح جثته تشير إلى أنه انتحر فى الأتوبيس الذى كان يقوده، ولكن عائلته أصرت على أنه قُتل على يد المستوطنين. وفى المقابل، رحبت حركة حماس بالعملية، ووصف القيادى بالحركة حسام بدران العملية بأنها تطور نوعى فى مواجهة الاحتلال، كما رحبت حركة الجهاد الاسلامى بالعملية، وأرجع الناطق باسم حركة "حماس"، سامى أبو زهرى، عملية القدس ردا على جريمة إعدام الرمونى، وجاء فى البيان الرسمى لحركة حماس: "عملية القدس هى رد فعل على جريمة إعدام الشهيد الرمونى وعلى جرائم الاحتلال المستمرة فى الأقصى، وحركة حماس تدعو إلى استمرار عمليات الثأر". وأضاف أبو زهرى: "نطالب السلطة بوقف التنسيق الأمنى مع الاحتلال ورفع القبضة الأمنية عن أبناء الضفة الغربية". جيش الاحتلال بالقدسالمحتلة عقب العملية من جهته قال القيادى بحماس محمود الزهار: "قلتها مراراً وتكراراً وأنا على قناعة تامة بأن الضفة والقدس هما مخزون المقاومة الحقيقى ولن يصمتا على جرائم الاحتلال وقطعان مستوطنيه ليل نهار"، وأضاف الزهار: "لتنتفض القدس من جديد ولتثأر لدماء رجالها وتقتل 5 مغتصبين وتصيب العديد منهم.. فبوركت السواعد التى لا ترتضى الذل والخنوع". بدوره قال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف أن حكومة نتنياهو وحدها من يتحمل المسئولية عما يجرى. سيارات الإسعاف الإسرائيلية تنقل القتلة والمصابين الشرطة الإسرائيلية داخل الكنيس عقب اقتحامه جيش الاحتلال يمشط محيط المعبد اليهودى فرق التحقيق الإسرائيلية تجمع الأدلة من موقع الحادث حاخام يهودى يقف بجوار المعبد الذى تعرض للهجوم آثار دماء اليهود داخل المعبد خريطة توضح موقع الحادث بالتفصيل
