إن التصوير القرآنى المبدع لعدم رضا اليهود والنصارى عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، إلا إذا اتبعوا ملتهم وتركوا دينهم الذى ارتضاه الله عز وجل لهم، يجعلنا نتساءل هل سيرضون عنا فعلا إذا اتبعنا ملتهم ؟ لاشك أن البعض ممن تسول لهم أنفسهم ابتغاء الحصول على رضاهم، تخدعهم الأمانى أن هذا الرضا سيحقق لهم مايصبون إليه من الشهرة والمال والسلطة والتحكم فى أقدار الناس، تخدعهم كل هذه المظاهر البراقة الخادعة وهم يتصورون أن هذه القوى الدنيوية التى يتحكم بها قلائل ممن يدينون باليهودية أو المسيحية ؛ للأسف ليس بينهم مسلمون، ويسيطرون على الإعلام والاقتصاد يمتلكون القدرة على تحقيق أمانى ضعاف القلوب والعقول والإيمان، وهم لايعلمون أن هذه القوى الظاهرة والباطنة فى أيدى هذه القلة المسيطرة إنما هى قوى مؤقتة وليست دائمة مهما بلغت من سطوة وقوة وقدرة على تحقيق الأمانى والأحلام الدنيوية، وقد يحقق بعض من يتبع ملة اليهود والنصارى ويميل إليهم، بغيته ومناه فى الدنيا وربما يصل إلى أكثر مما كان يحلم به أو يتمناه، كما فعل أوباما عندما ترك دين آبائه وأجداده وكان قد تجاوز الخامسة عشر من العمر، واتبع ملة اليهود والنصارى فرضوا عنه وقربوه إليهم، وفرشوا طريقه بالورود والياسمين، وحققوا له كل ما يحلم بتحقيقه، بل جعلوه يتبوأ أعلى وأقوى مناصب العالم قاطبة رئاسة أمريكا، فمال إليهم ميلا شديدا جزاء وعرفانا لما قدمت له أيديهم، وأصبح طوع بنانهم، يأمرون فيطيع، يسألون فيجيب، يطلبون فيفعل على هواهم وتبعا لأوامرهم، ولا يقدم على مجرد التفكير فى معصية أوامرهم حتى لو كان الثمن إراقة دماء المسلمين أنهارا، ولاغرابة .. فهم من حققوا له جُل ما يتمنى من الشهرة والمال والسلطة والسؤدد بالوصول إلى سدة حكم أكبر وأقوى دولة فى العالم، ولعل جائزة نوبل للسلام إحدى هبات الرضا عنه فقد وهبوا له هذه الجائزة على مالم يقم به بل إنه قد تعهد قبلها بنبذ العنف وتحقيق السلام وامتلأت كل وسائل الإعلام فى شتى بقاع الأرض تتحدث عن هذا الرئيس المعجزة الذى يعد بنشر السلم والسلام. وكان أول المهام الموكلة إليه بعد حصوله على جائزة السلام إرسال ثلاثين ألفا من الجنود الأمريكيين إلى أفغانستان، فقام بما أنيط به خير قيام غير عابئ سوى برضاهم السامى عنه. ومن المؤكد أن هذا الرئيس المحب للسلام قولا وليس فعلا لم يكن ليتصور ماذا سيكلفه التقرب ومحاولة كسب الرضا من هذه الفئة الباغية وأغلب الظن أنه أعتقد أنه سيحقق كل أمانيه وقد حققها فعلا ولكنه نسى أن ما حققه من فوز بالدنيا هو نصر مؤقت يقتصر على حياته فى الدنيا مهما طالت ثم يفضى إلى الله بما عمل فيحاسبه على ما اقترفت يداه، ولن ينفعه ساعتها لا مال الدنيا ولا سطوة من رضوا عنه، إذ سيقفون ساعة الحساب نفس موقفه، وهذه عاقبة كل من تسول له نفسه أن يرتد عن دينه ويتبع أهواء اليهود والنصارى ابتغاء تحقيق أمانيه. وقد نسى أوباما وأمثاله ممن يبتغون عرض الحياة الدنيا، أن الالتجاء إلى تلك القوى (الغاشمة والمسيطرة) سواء كانت فى أيدى الأفراد أو الجماعات أو الدول لتحقيق مبتغاهم هو بمثابة لجوء العنكبوت إلى بيت العنكبوت، حشرة ضعيفة رخوة واهنة فلاهى قوية بتكوينها الضعيف، ولا تستطيع أن تحتمى فى بيتها الواهن، قال تعالى :(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) العنكبوت 41، نسى أوباما ومن ولاه أن قوة الله عز وجل هى القوة الأعلى والأعظم وماعداها فهو واهن ضئيل هزيل مهما علا واستطال، ومهما تجبر وطغى، ومهما ملك من وسائل البطش والطغيان والتنكيل، إن كل من تسول له نفسه بأن يغير ملته ويتبع ملة اليهود والنصارى يجب عليه أن يتذكر أنه إنما يعرض نفسه لغضب الله سبحانه وتعالى وسيجد نفسه يوم القيامة لامولى له ولا نصير، وأقول لكل من يتعرضون للفتنة والأذى، والإغراء والإغواء كى يتركوا الإسلام الذى ارتضاه الله عزوجل دينا لنا حتى تقوم الساعة، ألا ينسوا لحظة واحدة وهم يواجهون هذه القوى المختلفة سواء قوى إعلامية أو اقتصادية أو سياسية أن هذه القوى لايهمها سوى تحقيق مصالحها، سواء باستمالتهم واستقطابهم بتحقيق أمانيهم أنهم يستعينون بأولياء يتخذونهم من دون الله، والله سبحانه وتعالى قد حذر عباده المؤمنين من هؤلاء الأولياء، الذين يعيثون فى الأرض فسادا وتدميرا وإرهابا ويا حبذا لو استقطبوا أمثال أوباما كى يحققوا مخططهم الشرير بإبادة العدد الأكبر من المسلمين على أيدى من رضوا عنه واتبع ملتهم وارتد عن الإسلام، إن هؤلاء المرتدين وأمثالهم ممن ابتغوا رضا من اتبعوا ملتهم وأقبلوا على الدنيا وزينتها من مناصب ومال وشهرة وجاه، قد نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وصدق الله العظيم: (يوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) فصلت 19، والله من وراء القصد.