قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلى مساء أمس، الثلاثاء، حتى الساعات الأولى من اليوم الأربعاء مناطق متفرقة من قطاع غزة، قرب الشريط الحدودى بين رفح المصرية والقطاع. وامتد القصف الإسرائيلى للمرة الأولى منذ الحرب الأخير على غزة، إلى جنوب معبر رفح بالدهنية، مستهدفا عددا من الأنفاق، مما أحدث انفجارات ضخمة فى المنقطة المحصورة بين المعبر ومعبر كرم أبو سالم قرب العلامة الدولية السادسة قبالة مطار غزة الدولى، وهى المنطقة التى شهدت نشاطا لعمليات التهريب الفترة الماضية، وقدرت بعض المصادر أن 6 أنفاق على الأقل تم تدميرها بسبب الغارات الإسرائيلية. من جهة أخرى قال شهود عيان إن 5 أنفاق على الأقل تعرضت للانهيار نتيجة هطول الأمطار فى وقت سابق على مناطق الحدود، وقال الشهود إن الأنفاق انهارت بشكل جزئى اليومين الماضيين دون إصابات تذكر بسبب تراكم المياه فوقها. وأشار مصدر أمنى وشهود عيان أن أجهزة الأمن المصرية قامت أمس بتدمير نفقين حدوديين سبق ضبطهما مع قطاع غزة شمال بوابة صلاح الدين. وقال الشهود إن النفقين فى منطقة زراعية تم تفجيرهما وسمع دوى التفجير فى رفح، علاوة على تصاعد الأدخنة منهما، وتقوم أجهزة الأمن بتفجير الأنفاق البعيدة عن الكتل السكنية، فيما أغلقت الأنفاق من الجانب المصرى والموجودة فى قلب المناطق السكنية، منعا لانهيار المنازل المحيطة بها. وتحذر مراكز حقوقية وجماعات فلسطينية من استمرار العمل فى الأنفاق رغم خطورتها وقتلها لما يصل إلى قرابة 140 فلسطينيا وإصابة المئات منذ مطلع عام 2007 حتى الآن. وعلى الرغم من استمرار تهريب البضائع والوقود والمواد الغذائية إضافة إلى الحبوب المخدرة عبر الأنفاق إلا أنه تم الحد من عمليات التهريب فى مناطق الشمال، ولكن تنشط أنفاق الجنوب بمنطقة الدهنية فى التهريب، ويخشى أصحاب الأنفاق انتهاؤها قريبا بمجرد استكمال الجدار الفولاذى برفح. ووفق مصادر برفح فإن وجود الأنفاق يشكل تهديدا للأمن القومى المصرى ويعرض المناطق الحدودية للقصف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال قصف الأنفاق. فيما يرى الجانب الفلسطينى أن الأنفاق تمثل شريان الحياة لغزة فى ظل الحصار الإسرائيلى ومخالفة إسرائيل للأعراف الدولية، ومنع مد القطاع بالغذاء والدواء والوقود جراء إغلاق المعابر مع القطاع باستمرار.
