أصدر القاضى أوسكار ماجى رئيس محكمة ميلانو، حيثيات الحكم فى قضية اختطاف أبو عمر المصرى إمام مسجد ميلانو السابق والتى قضى فيها فى نوفمبر الماضى بسجن 23 عنصرا من عملاء المخابرات الأمريكية، من بينهم مقدم فى سلاح الجو الأمريكى، لمدد تصل إلى خمسة أعوام لضلوعهم فى العملية، وتبرئة كل من رئيس جهاز المخابرات فى تلك الفترة ومساعده لعدم إمكان محاكمتهم لكون القضية من ضمن أسرار الدولة. وقال القاضى ماجى فى مذكرة الحيثيات حسبما أكدت وكالة أكى الإيطالية، "إن حصول أرفع المسئولين فى الاستخبارات الأمريكية على تصريح تنظيمى على المستوى القومى من جانب الاستخبارات الإيطالية، يشير إلى أن هذا النشاط قد نفذ على الأقل بعلم أو ربما بتواطؤ النظراء المحليين" أى الإيطاليين. وأضاف القاضى ماجى أن "هذه الواقعة لم يمكن التحقق منها نتيجة فرض سرية الدولة على القضية من جانب الحكومة الإيطالية" مشيرا إلى أنه تم السماح لمتهمين بقضية خطيرة تخضع للاختصاص الجزائى، بأن يتمتعوا بالإعفاء، مرجعا ذلك إلى أن علاقاتهم مع استخبارات دول أخرى والتى فرض عليها طابع السرية، وهو ما وصفه القاضى بتعبير آخر، هؤلاء يمكنهم التمتع بالحصانة المطلقة إجرائيا وجوهرياً، وهى الحصانة التى لا يضمنها أى قانون فى دستور الجمهورية الإيطالية. كان عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتعاون مع زملاء فى جهاز الاستخبارات العسكرية الإيطالية قد اختطفوا أبو عمر المصرى فى 17 فبراير 2003 من مدينة ميلانو ونقلوه إلى قاعدة رامستين جنوبى ألمانيا، قبل أن يتم ترحيله سرا فى عملية سميت ب"السجون الطائرة".
