كعادتى وكعادة كل من لم تنجح حكوماتهم فى شغلهم عما يدور حولهم أقوم كل يوم بمطالعة صفحات الإنترنت أو مشاهدة التلفاز لأتعرف عما جد فى الحياة السقيمة التى نعيشها، وكعادة أخبار العالم العربى وخاصةً "مصر العزة" التى لا تحمل لنا سوى الكآبة والأسف من وعلى حالنا ، فأشرع كأى فرد يشاهد هذه الأحداث بالتعليق على ما أشاهده سواء بقول يخرج من فمى أو بمقالة "لايهتم بها أحد" كالتى بين أيديكم الآن، ولكنى فى أكثر المرات أفاجأ بعلو صوت أبى فجاءً ويقول: "اسكت با ابن ال ........ الحيطان لها آذان" أو يطفئ الحاسب الذى أنشر من خلاله مقالتى "لعدد محدود من البشر". ولكنى اليوم وبعد أن فكرت فى تصرف أبى عرفت بأنه ليس أبى وحده بل هناك الملايين مما يخشون مجرد التحدث فقط عما يشاهدونه من أمور مستفزة تصدر من حكوماتهم وبهذا يكونون قد سلبوا من إبداء رأيهم الذى يعتبر أبسط حقوقهم، وفضلوا بأن يمشوا فى الظل خشية أن يصابوا بضربة شمس. والطامة الكبرى بأن فكر "ضربات الشمس" ليس لدى العامة فقط بل تسربت أيضاً للإعلام الذى يعتبر صوت الأمة ، فأصبح جزءًا منه لا يهتم سوى بتوافه الأمور وبدأ الجزء الآخر يخفض صوته وبشكل ملحوظ حتى اقترب من الاختفاء وأصبح الجزء الأخير قلة قليلة تعد على أصابع اليد وفى اعتقادى أن هذا لم يحدث إلا بسبب خوفهم من ضربات الشمس. وفى اعتقادى بأن نظرية "ضربة شمس" التى أصبحت حقيقة واقعة هى التى ستتسبب فى عدم نهضة الأمة من كبوتها أبداً لأن حكومتنا لا تعترف سوى بوجهة نظرها التى قد لا تصيب فى بعض الأحيان "ومَن مِن البشر يصيب دائماً" ، فلابد من أن يتحدث الكل وينظر فى الآراء ويأخذ الأفضل منها .. وهنا لا أنادى بأن يأخذ رأى العامة قط بل أن يأخذ رأى علية القوم من مثقفى ومفكرى الأمة وما أكثرهم، لا أن يحجم كل صاحب قلم وأن يكتم صوت كل صاحب "ميكرفون" لأن هذا سيعود على العامة أيضا فسيعمى الكل عند رؤية الخطأ ويصم عند سماعه ويبكم عندما يريد الاعتراض عليه وعلى إثر هذا تنتشر المجاملات والكذب والخداع وبعدها الفساد والرشوة وما إلى ذلك وما سيحدث هذا كله إلا خوفاً من ضربات الشمس . وفى النهاية أرجوا أن تدعوا لى بألا أصاب بعد هذه المقالة بضربة شمس.