من يا بلدى بعد يرعاكِ؟ عاداكِ خللانك وتخلى عنكِ أقرانك توقف زمانك والوقت قد خانك فاثبتى فى مكانك وتشبثى بإيمانك لا تفقدى رجاءك ولا تستسلمى لأحزانك فلا الوقت وقتك ولا الزمان زمانك ماتت البسمة على شفتيكِ وغرقت فى الدموع عيناكِ أين ذهب سحر العيون ولماذا تجهم محياكِ أين الإطلالة البهية ما الذى أطفأ بهاكِ أضائقة ألمت بكِ؟ وكم فى الدهر من ملماتِ تعصف بالكيان وتهد الأبدان بين ماضٍ من الزمانِ وآتِ فدعيها الآن تمر وقريبا يحين زمانك فلا تفقدى رجاءك ولا تستسلمى لأحزانك فلا الوقت وقتك ولا الزمان زمانك كان الحنان فى أحضانك يرتوى فأين ولّى من كان بحبك يكتوى ومن كان يرنم قصائد فى الهوى صار الجميع فى الخسة يستوى واختفى بغرابة إخوانك بعضهم فى شماتة وبعضهم فى استماتة يمعن فى إغضابك وكان يوما يتعلق بأغصانك وينهل من فيض أجرانك فمن يا بلدى بعد يرعاكِ ويشد على طريق الصبر خطاكِ من غير حبيب من القلب يهواكِ ويفرح يوم يضحك زمانك فلا تفقدى رجاءك ولا تستسلمى لأحزانك فلا الوقت وقتك ولا الزمان زمانك