وقع خلاف كاد أن يتطور إلى مشاجرة بين د.سعيد راتب رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى وممثلين عن الأحزاب السياسية، خلال الندوة التى عقدتها أمس الأحد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لمناقشة رؤية الأحزاب السياسية لقانون التامين الصحى الجديد، وذلك بعدما رفض راتب الاستماع لرؤاهم حول القانون بدعوى أن منظمى الندوة أبلغوه بحضور الجلسة الأولى منها فقط. من جانبهم طالب ممثلو أحزاب الوفد و التجمع و الناصرى والغد و الوفاق القومى، سعيد راتب بالاستمرار حتى نهاية الندوة للتعرف على وجهات نظرهم فى القانون و أخذها فى عين الاعتبار، إلا أنه رفض وبرر موقفه بأن الكلية أبلغته بأن يحضر الجلسة الأولى فقط، متهماً منظمى الندوة بسوء التنسيق، الأمر الذى أثار حفيظة د.عالية المهدى عميدة الكلية. وتطور الأمر إلى شجار بين راتب وممثلى الأحزاب، زاد من حدته إعلان الأول انسحابه ليرد عليه بعض ممثلى الأحزاب مثل عصام شيحة عضو الهيئة العليا للوفد بالانسحاب، غير أن د.مجدى علام عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى تدخل واقنع راتب بالعودة إلى مقعده. من جهتها أعلنت الأحزاب المشاركة فى الندوة احتجاجها الرسمى على عدم وجود أى جهة حكومية أو رسمية يمكن مناقشتها حول بنود القانون، خاصة بعد رحيل د.مديحة خطاب رئيس لجنة الصحة بالحزب الوطنى، و د. حمدى السيد نقيب الأطباء و عبد الحميد أباظة وكيل وزارة الصحة للاتصال السياسى. فيما هاجم د.مدحت خفاجة نائب رئيس حزب الغد وزارة الصحة واتهمها بالفشل، قائلا إنه لا علاقة لها بالصحة، كما هاجم وكلاء وزارة الصحة واصفاً إياهم ب "الكارثة المدوية" لانحرافهم الإدارى حسب اتهامه لهم، وطالب بتشكيل مجلس أمناء للإشراف على المستشفيات الحكومية حتى يتطور معدل الأداء بها. فى حين وصف د.محمود زهران، رئيس لجنة الصحة بحزب الوفد، القانون بأنه مُصَاغ بطريقة "هبلة" واعتبره أداة للاستيلاء على أموال الشعب، مؤكدا أنه "موت وخراب ديار" حيث تسعى الحكومة، حسب رأيه الشخصى، لتحويل التأمين الصحى الحكومى إلى تأمين تجارى.
