قال السفير صلاح حليمة، مبعوث جامعة الدول العربية إلى السودان، إن هناك تأييداً محلياً وإقليمياً ودولياً واسعاً لعملية الحوار الوطنى الذى يشهده السودان هذه الأيام، والذى جاء بمبادرة من الرئيس عمر البشير وحظى بالتأييد من جانب الأطراف السودانية المختلفة. ولفت السفير حليمة، فى تصريحات صحفية اليوم، الاثنين، إلى أن الحوار الوطنى السودانى أصبح الموضوع الرئيسى، الذى يحتل أولوية الآن فى السودان، الأمر الذى يتسم بالشمولية، سواء من حيث الأطراف المشاركة فيه أو الموضوعات المطروحة محل الحوار. وأكد السفير حليمة أن الحوار الوطنى السودانى يستهدف التوصل لتسويات سياسية للقضايا التى يواجهها السودان، سواء القضايا المحلية، أو قضايا ذات طابع دولى، معرباً عن أمله حال بدء الحوار أن يكون حوارا سودانيا - سودانيا دون أى تدخل خارجى، إلا إذا اقتضى الأمر ذلك. وأضاف، "أهم ما فى هذا الحوار أن تستجيب الحركات المسلحة للدعوة الموجهة إليها للمشاركة فى هذا الحوار، وهو أمر يحتاج لمجهود واتصالات، خاصة من جانب المجتمع الدولى، لحث هذه الحركات على الانضمام للحوار، سواء كان ذلك بشروط مسبقة نأمل ألا تكون هناك بالفعل، أو بدون شروط مسبقة، وذلك من منطلق المصلحة الوطنية". وشدد حليمة على ضرورة أن يتسم الدور الدولى بحياد تام حال اقتضى الأمر وجوده فى الحوار الوطنى، بحيث لا يكون هناك ضغوط من طرف على آخر فى الحوار، وبالتالى يكون تشكيل الدول المنظمات التى قد تشارك فى الحوار بدور وسيط، أو مراقب يجب أن يتسم بالتوازن، بمعنى أن تشارك فيه كافة الأطراف المعنية بالشأن السودانى، سواء كانت من الدول الغربية، أو العربية، خاصة دول الجوار، وكذا بالنسبة للمنظمات الدولية والإقليمية بحيث لا يتم استبعاد أحد. وحول الحركات والأطراف الرافضة للحوار الوطنى بالأساس، خاصة الحركات الشبابية الجديدة، يقول حليمة، "ليس هناك رافضين بكثرة للحوار فى السودان، ومن حيث المبدأ فإن هناك أغلبية من القوى السياسية تؤيد الحوار وتعمل على تشجيعه، وأعتقد أن عدد من شارك فى الحوار وصل إلى 80 حزباً، منها الأحزاب التقليدية الرئيسية، ربما حزب الأمة، برئاسة الصادق المهدى، نتيجة ما تعرض له من فترة من حيث الاعتقالات دفعه لطرح رؤية لإتمام الحوار، ولكن برغم ذلك فهو مؤيد الحوار وليس ضده، ولكنه يضع بعض الشروط فى إطار رؤية معينة". ولفت حليمة إلى أن هناك تأييد للأهداف الرئيسية للحوار، وأنه لو كان هناك خلاف فهو على بعض المطالب والشروط وكيفية إجراء الحوار وآلياته، وبالتالى من الممكن التغلب على هذه المعيقات التى تحول دون البدء فى حوار بين الأطراف السودانية على النحو المنشود. وعلى صعيد الوضع الإنسانى الحالى فى السودان، خاصة فى دارفور، كردفان والنيل الأزرق قال، "الوضع فى دارفور، ووفقا للتقارير الأخيرة، يؤكد أن الأوضاع الإنسانية قد تحسنت، خاصة بعد تراجع الصراعات المسلحة بين الحكومة، والحركات المسلحة، وفى نفس الوقت هناك جهود كبيرة سواء من جانب الجامعة العربية، أو من جانب دول عربية فيما يتعلق بعملية اعادة الأعمار والبناء والتنمية، وذلك على ضوء المؤتمر الذى عقد لتنمية دارفور واستراتيجية التنمية التى تم وضعها وشارك فيها العديد من أعضاء المجتمع الدولى. وأضاف، أيضاً هناك طبقا لتقرير رئيس اليوناميد الذى قدم لمجلس الأمن مؤخراً أن قوات الدعم السريع التابعة للحكومة السودانية قد انسحبت تقريبا من دارفور وبالتالى لم يعد هناك الصراع المسلح بالشكل الذى كان قائما من قبل، وهذا يعطى فترة أفضل للمسار الإنسانى والمسار التنموى ليتضاعف ويتم تكثيفه على نحو يحقق مزيدا من الأمن والاستقرار وشيوع السلام فى دارفور. فيما يتعلق بجنوب كردفان والنيل الأزرق أشار إلى أنه لا يزال هناك من آن لآخر صراعات مسلحة، لم يزل هناك بعض النازحين واللاجئين الذين يحتاجون لمساعدات ودعم من جانب المجتمع الدولى، وأعتقد أن الحكومة السودانية تنشط فى هذا الاتجاه وتسعى لتذليل العقبات تسهيل عمليات الإغاثة فى هذه المناطق. وفيما يتعلق بزيارة مبعوث الأمين العام للشئون الانسانية الشيخة حصة آل ثانى أوضح أنه يجرى الإعداد الآن للزيارة، لافتا إلى أن هناك ترتيبات لتكون هذه الزيارة شاملة لزيارات ميدانية، ولقاءات على مستويات رفيعة، وهناك أيضاً بجانب كل ذلك برامج يتم الأعداد لها فى المجال الإنسانى. واشار الى أن برامج الجامعة العربية منذ تم فتح مكتب مبعوث الجامعة العربى فى السودان لا يقف عند حد الإغاثة العاجلة، من حيث تقديم المساعدات الغذائية والإنسانية، ولكن يساهم فى عملية التعافى المبكر، عبر انشاء مراكز خدمية، وقرى نموذجية، تتوافر فيها الميتة والكهرباء والعيادات الطبية، فضلا عن المدارس، ونادى اجتماعى، مسجد ومركز شرطة. وأكد ان زيارة الشيخة حصة ستأتى فى إطار برامج معده فى نفس هذا الاتجاه، والمحور الإنسانى، ولا تستهدف فقط تقديم مساعدات ذات طبيعة مؤقتة، وإنما أيضاً مساعدات ذات ديمومة على المدى البعيد.