اعتبرت تسيبى ليفنى زعيمة المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب كاديما، الممثل الرئيسى للمعارضة فى إسرائيل، أنه ينبغى من أجل الحفاظ على إسرائيل كوطن للشعب اليهودى وكبلد ديمقراطى، التنازل عن جزء من الأرض، ولكن إحلال السلام بين العرب وإسرائيل وارد. وأكدت فى سياق مقابلة أجرتها معها صحيفة "وول ستريت جورنال" بمناسبة مرور عام على قيادتها معسكر المعارضة فى إسرائيل أن "الفكرة ليست فقط مجرد إقامة دولة، وإنما هناك تصور يضعنا أمام خيارين، إما أن نكون دولة يهودية وديمقراطية أو وطن للشعب اليهودى، وبما أن الوضع يفرض علينا حقائق محددة، عندئذ يجب علينا الاعتراف بأنه ينبغى من أجل الحفاظ على إسرائيل كوطن للشعب اليهودى، التنازل عن جزء من الأرض بغض النظر عن الاعتقاد السائد بأن الشعب اليهودى لديه الحق فى امتلاك الأرض برمتها". وأضافت أن الرؤية العامة حيال تلك القضية هو الحاجة إلى الحفاظ على إسرائيل كدولة ديمقراطية تعيش فى سلام واستقرار، وينبغى من أجل تحقيق كل تلك المتطلبات التخلى عن جزء من الأرض ومن هنا يأتى اعتقادها الراسخ بأن حل الدولتين هو الحل الأمثل. وردا على سؤال حول اللحظة المحورية لتحققها للمرة الأولى الحاجة إلى تأييد حل الدولتين أكدت ليفنى أن هذا الاعتقاد يلازمها منذ أن وطأت قدماها ساحة المعترك السياسى عام 1955 قبل أسابيع قليلة من اغتيال إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق وانقسام المجتمع الإسرائيلى إلى معسكرين، أحدهما يدعو من أجل أرض إسرائيل، والآخر يدعو من أجل السلام ووسط دعوة بعض السياسيين والأصدقاء إلى النضال ضد اتفاقات أوسلو ورابين الذى كان يدعو من أجل الحاجة إلى تقسيم الأرض. وأضافت أنه بالرغم من ذلك تولدت لدى وجهة نظر تفيد بأن اتفاقية أوسلو عمليا لن تجلب السلام فى اليوم التالى وسط خضم القضايا الشائكة العديدة التى يتعين التحدث بشأنها مثل القدس واللاجئين والحدود ....وغيرها. وردا على سؤال بشأن تعذر حل الدولتين بالرغم من تأييدهما له، أفادت تسيبى ليفنى زعيمة المعارضة الإسرائيلية باعتقادها من وجهة نظرها، بأنه ممكن، معترفة بأن هذا الاعتقاد هو الذى دفعها أساسا إلى العمل بالسياسة وقيادة معسكر المعارضة . وحول ما الذى تعتقد انه ينبغى عمله الآن أوضحت انه يجب استئناف المفاوضات من النقطة التى كانت قد توقفت عندها فى العام الماضى مع أحمد قريع رئيس فريق التفاوض الفلسطينى والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن )... وأعادت الى الأذهان أنها قدمت هى وأبو لرباعى سلام الشرق الأوسط والمجتمع الدولى خلال قمة عقدت فى شرم الشيخ عام 2008 التفاهمات الأساسية التى يمكن أن ترتكز عليها المفاوضات موضحة أنها لم تتضمن مادة التفاوض وإنما ماتم الاتفاق عليه فيما بينهم فيما يخص كيفية التفاوض. وتابعت منوهة إلى أن الفلسطينيين قالوا إنهم واثقون فى العملية وإنها قالت الشىء ذاته.. فيما أعادت إلى الأذهان أيضا اتفاق الجميع خلال مؤتمر أنابوليس على أن التفاوض مع أولئك الذين من المعتقد انه يمكن التوصل الى اتفاق معهم هو الطريق الصحيح الذى يمكن التوصل من خلاله إلى إجابة على كافة الأسئلة والقضايا حتى يتسنى التوصل الى حدود كاملة وليس مجرد صيغة تمت بصلة لحدود 1967 وإنما تحديد دقيق للحدود بأكملها. وأضافت أن نقطة الانطلاق كانت بالنسبة لنا البدء فى مفاوضات الوضع النهائى للتو وتغيير الحقائق على أرض الواقع فى الضفة الغربية فى وقت متزامن . وردا على سؤال حول ما إذا كانت إدارة أوباما مخطئة لتركيزها على تجميد المستوطنات وعما إذا كان الفلسطينيون متعنتين جدا لإصرارهم على التجميد الكامل للمستوطنات كشرط لاستئناف المحادثات أكدت ليفنى أن الفلسطينيين لم يشعروا بأى ارتياح على الإطلاق فى وقت من الأوقات حيال الأنشطة الاستيطانية كما أنها لم تحظ أيضا بقبول من جانب الولاياتالمتحدة. وتابعت إلا أنه يجب فى حال استئناف المفاوضات توفر عنصر الثقة والتفاهم بأنه سوف يتم التوصل الى حل لتلك المشكلة فى غصون أقصر فترة ممكنة. وحول اعتراف بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بحل الدولتين أشارت زعيمة المعارضة إلى أنها شعرت بسرور بالغ لهذا الاعتراف وإن كانت تعلم أنه جاء تحت ضغوط أمريكية. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..