سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغلبة والحسم للقبائل فى الانتخابات البرلمانية بمطروح.. المرشحون المحتملون يحبسون الأنفاس لخوض المنافسة مع إعلان تقسيم الدوائر.. وتحركات واسعة لنواب ومرشحين سابقين.. وغياب للأحزاب ما عدا "النور"
تعانى محافظة مطروح من غياب الكوادر السياسية المدربة والجماهيرية لذا يعتمد المرشح على الدعم القبلى وقدرته المالية بغض النظر عن حيثيته أو كفاءته وخبرته السياسية أو قدرته على خدمة المواطنين وكان سابقا يعتمد المرشح على الحزب الوطنى ودعم النظام بكل أجهزته إلى جانب كفاءته المالية وثقل قبيلته. ومع التغيرات السياسية والاجتماعية التى أفرزتها الثورة أصبحت الساحة ضبابية فلم تعد الاتفاقية القبلية سهلة التطبيق وكذلك لا توجد جهة مثل الحزب الوطنى والنظام يرعى عملية اختيار ودعم وإنجاح من تريد كما كان يحدث وكذلك غياب الأحزاب والعمل السياسى كان سببا فى غياب النماذج التى يمكنها أن تدير معركة سياسية على أسس صحيحة ويلتف حولها الناخبون. وقد شهدت الفترة الماضية منذ 30 يونيو وحتى الانتخابات الرئاسية التى أجريت مؤخرا ظهور العديد من الشخصيات التى حاولت الظهور من خلال مجلس شورى القبائل العربية أو فى الموكب الرئاسى خلال الزيارات للمشير السيسى أو حملته الانتخابية خلال فترة ترشحه ليس دعما للسيسى بقدر طرح أنفسهم كمرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث انضم البعض منهم إلى الحملات الانتخابية الرسمية ومنهم من انضم للحملة الشعبية لدعم المشير السيسى وحملة كمل جميلك ومستقبل وطن وجبهة مصر بلدى، كما قام عدد من النواب والمرشحين السابقين عن الحزب الوطنى المنحل بالانضمام بعمل دعاية ولافتات كبيرة لتأييد المشير السيسى ووضع أسمائهم وصورهم بجانب صورة السيسى. يأتى ذلك فى ظل عدم إعلان أى من المرشحين المحتملين عن رغبته فى الترشح للبرلمان صراحة، حيث يبدون جميعا ويؤكدون أنهم يتواجدون فى المشهد من أجل مصلحة الوطن ولا يتطلعون لأى مكاسب من وراء ذلك فى حين يرى المواطنون أن كل الشخصيات التى تتصدر المشهد تبحث عن موضع قدم لها سواء فى الانتخابات البرلمانية أو أى من الشئون العامة وفى الوقت الذى تشهد فيه الساحة ظهور عدد من الذين ينون الترشح والدخول فى سباق الانتخابات البرلمانية يغيب تواجد وحضور الأحزاب بشكل فاعل ومؤثر فهى إما غائبة أو متعطلة أو متواجدة كمقرات وأشخاص محدودين جدا وبدون أنشطة ملموسة لدى الشارع بخلاف حزب النور السلفى الذى يحاول التواجد فى الساحة رغم الانقسام الذى ضرب قواعد الحزب وظهيره القوى المتمثل فى الدعوة السلفية عقب الإطاحة بالرئيس الإخوانى المعزول والانقسام ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ثم جاءت وفاة أمين حزب النور بمطروح الشيخ خير الله الزعيرى النائب السابق عن الحزب ليتعثر الحزب ويتوقف عمل تشكيله القيادى بينما ينشط الحزب بمدينة الضبعة. وأكد عدد من قيادات حزب النور أنه يجرى العمل على لم الشمل واستعادة الرباط بين قواعد الحزب استعدادًا للانتخابات البرلمانية التى سيخوضها الحزب على جميع المقاعد الفردية والقائمة فلن يترك الحزب الساحة بعد أن كان مهيمنًا على مقاعد البرلمان السابق. كما أكدت قيادات "النور" أنها ستخوض الانتخابات بإستراتيجية تتماشى مع الطبيعة القبلية المكونة للمجتمع وكذلك المقيمين من غير أبناء القبائل باعتماد قاعدة "المشاركة لا المغالبة" بحيث سيتم اختيار مرشحين يمثلون القبائل المختلفة على أساس الكفاءة والخبرة والقدرة على الأداء البرلمانى والخدمى وأن يكون ملتزما دينيا بحيث سيكون أهل الخبرة مقدمين على أهل الثقة. وتغيب عن المشهد المرأة والوجوه الجديدة لخوض الانتخابات، فلم تظهر على الساحة حتى الآن أى شخصية تمثل التيار الثورى، أو المحسوبة على تيار بعينه، فالساحة السياسية كما كانت عليه سابقا حيث ظل للحزب الوطنى المنحل يسيطر عليها منفردا لسنوات من خلال دعم النظام والتآلف مع القبائل ثم توارثت الساحة الدعوة السلفية متمثلة فى حزب النور. واقتصر الظهور مبكرًا فى المشهد استعدادا لانتخابات البرلمان على من سبق لهم خوض المعركة من نواب الوطنى السابقين، مثل نائب الشعب الأسبق صالح سلطان ونائب الشعب الأسبق أحمد رسلان رئيس مجلس شورى القبائل ونائب الشورى الأسبق فؤاد يحى وبعض الذين راودهم حلم الوصول إلى المجلس لسنوات. على جانب آخر ترتب على غياب الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة بمحافظة مطروح إلى افتقار الأجيال الجديدة والمنتمين للثورة والمتطلعين لتغيير الواقع إلى تقديم وطرح مرشحين يمثلون رؤيتهم وتطلعاتهم وإن كان كثير منهم بدأ يقتنع بأن الحزب الوطنى كان يضم كثيرا من العناصر الجيدة مثل أمين التنظيم الشاب حسين عيد جبر الذى يعتبر من أهم السياسيين المتمرسين وصاحب الرؤية السياسية والطموح اللا محدود ويمتلك خبرات سياسية وانتخابية من خلال شغله منصب أمانة التنظيم سابقا وملم بواقع وتركيبة المجتمع ومشاكله إلى جانب شبكة علاقاته الواسعة وحسن علاقته بجميع الأطراف ولذلك يراه كثير من الشباب والثوار بأنه الأقرب إليهم ويطالبه البعض بخوض الانتخابات البرلمانية فى ظل البدائل التى لم تقدم شيئا للمجتمع من قبل. فى حين أكد حسين عيد أنه لم يحسم موقفه بعد وأن مسألة ترشحه ستعتمد على حسابات دقيقة للواقع عقب إعلان تقسيم الدوائر الجديد ومدى التوافق الشبابى والقبلى وجميع مكونات المجتمع الرئيسية وقبل كل ذلك توافق قبيلته "أولاد خروف". وحول شكل الخريطة الانتخابية المتوقع خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة يرى الدكتور أحمد عبد الله عيسى نائب مجلس الشعب الأسبق أنه من المتوقع تقسم محافظة مطروح إلى ثلاثة دوائر انتخابية بأن تكون الدائرة الأولى مركز مرسى مطروح ومركز النجيلة ويكون لها مقعدين والدائرة الثانية تضم مراكز السلوم وبرانى وسيوة ويكون مقعد واحد والدائرة الثالثة تضم مراكز الحمام والعلمين والضبعة ويكون لها مقعد واحد بالإضافة إلى مقعد فى القائمة الانتخابية التى ستضم محافظة مطروح مع بعض المحافظات الأخرى. وأضاف "عيسى" أنه فى حالة أن يكون الترشيح حسب الاتفاق القبلى ستكون الدائرة الأولى "مطروح والنجيلة" مقعدا لقبائل أولاد على الأبيض "قبيلة أولاد خروف أو قبيلة سنقر" ومقعد لقبائل أولاد على الأحمر "قبيلة القناشات أو قبيلة العشيبات" والدائرة الثانية "السلوم وبرانى وسيوة" مقعد يتنافس عليه "قبيلة سنقر وقبيلة القطعان وقبيلة السننه وقبائل سيوة" والدائرة الثالثة "الحمام والعلمين والضبعة" مقعد يتنافس عليه "قبيلة أولاد خروف وقبيلة سنقر وقبيلة الجمعيات وقبيلة السننه" ومقعد بالقائمة ربما يكون لحزب النور حيث إنه هو الكيان الوحيد الظاهر فى المشهد حتى الآن. وقال أحمد عيسى هذا تصور عن سير العملية الانتخابية ولكن الأسئلة التى تطرح نفسها هى أولا: هل الأفضلية ستكون لمن يملك الإمكانيات المادية فقط؟ أم من يملك النظرة السياسية والإمكانيات الذهنية والعملية والعلمية؟ ثانيا هل ستكون الأفضلية للشباب؟ للثوار؟ للسياسيين القدامى؟ للسلفيين؟ وأضاف: أننا نأمل أن يكون عضو مجلس النواب القادم شخصية متميزة بالقوة وبالخلق والأدب والعلم والطموح والنزاهة والفكر والعمل التطوعى العام.