صناديق خشبية صغيرة التصقت بالعديد من الحوائط داخل عدد من شوارع مدينة طهطا بسوهاج، كتب عليها "طعام نظيف.. خذ ما يكفيك"، حاوية بداخلها ما جاد به أهل الخير من طعام نظيف، لمساعدة المحتاجين. رؤية مناظر الجوعى، تتبعها بعض الأخبار عن وفاة مجموعة من الأشخاص بسبب الجوع، ثم تليها دقائق قليلة من التفكير، يقرر على أثرها "محمود طلعت" خريج الحقوق ومجموعة من زملائه إنشاء صناديق لتوفير الطعام لمن يحتاج بالمجان، يتحدث "محمود" عن الفكرة فيقول "شوفنا ناس كتيره بتموت من الجوع، وناس كتيره بتبقى مش لاقيه تأكل وبتضطر تمد إيديها للناس وتشحت، فقررنا نعمل حاجة نساعد بيها الناس دى ونوفر لهم الأكل من غير ما يمدوا إيديهم". ويضيف، أن هذه الفكرة تخدم جانبين فهى من جانب تخدم من يرغب فى التبرع من خلال وضع الطعام فى الصناديق مباشرة لمن يحتاجها، وفى نفس الوقت تخدم من يحتاجون الطعام، حيث توفره لهم دون الحاجة إلى سؤال أحد، إلا أن المشكلة الرئيسية التى واجهتهم كانت متمثلة فى ثقافة الطمع التى تنتشر لدى المصريين، يقول "المفروض الواحد يأخد اللى يكفيه فقط، لكن المشكلة أن اللى بياخد حاجة من الصندوق بياخد كل حاجة، بدون مراعاة الآخرين، لكن دى بردوا مش مشكلة كبيرة، لأن انتشار هذه الفكرة وإقبال الناس عليها سواء بالتبرع أو من يخذونها يعتبر فى حد ذاته نجاحا". ولا يقتصر الأمر أيضا على التبرعات فى توفير الغذاء كما يقول "محمود" "أحنا كل يوم بنلف على الصناديق وبنشوف الفاضى منها وبنحط فيه وجبات وبنركز على الصناديق اللى بيكون عليها ضغط أكتر وبنوفر ليها أغذية، لأن هدفنا فى النهاية القضاء على ظاهرة الشحاتة من ناحية وتوفير غذاء صحى للمحتاجين من ناحية تانية، وهو الأمر الذى بدأ يجنوا ثماره من حيث إقبال الكثيرين ممن بحاجة إلى الطعام على هذه الصناديق، الأول مكنشى حد يعبر الصناديق دى لكن دلوقتى الناس فهمت الصناديق دى بتاعت إيه وبقوا بياخدوا اللى بيحتاجوه منها".
