تبنى البرلمان الصربى مساء الاثنين بالإجماع قراراً "ألغى" بموجبه إعلان استقلال كوسوفو معتبراً أن هذا الإعلان ينتهك سيادة صربيا ووحدتها. وأقر النواب ال 225 الحاضرون فى البرلمان - الذى يضم 250 عضواً-، فى جلسة استثنائية مشروع قرار تقدمت به الحكومة يعتبر إعلان استقلال كوسوفو "لاغياً وكأنه لم يكن". وجاء فى القرار أنه "يلغى الأفعال والأعمال التى أعلنت بموجبها حكومة كوسوفو الانتقالية الاستقلال من جانب واحد لأنها تنتهك سيادة الجمهورية الصربية ووحدة أراضيها". وأضاف القرار: أن السيادة الصربية على كوسوفو مضمونة بموجب الدستور الصربى وشرعية الأممالمتحدة وقرار مجلس الأمن الدولى رقم 1244 والقانون الدولى. وتابع القرار أن هذه الأفعال والأعمال تمثل الانفصال العنيف والأحادى الجانب لجزء من الأرض الصربية ولهذا فهو لاغ وكأنه لم يكن. وأضاف نص القرار أيضاً: أن صربيا قررت اعتبار جميع قرارات الاتحاد الأوروبى لإرسال بعثة إلى كوسوفو" لاغية وكأنها لم تكن"،مشيراً إلى أن هذه القرارات لا أساس قانونى لها ولا ترتب أى التزامات على صربيا تجاه الاتحاد الأوروبى. بينما وعلى النقيض، صرح الرئيس الأمريكى جورج بوش فى بيان صحفى فى دار السلام الثلاثاء بأن استقلال كوسوفو "سيجلب السلام" إلى منطقة البلقان. وقال بوش :"إن الولاياتالمتحدة تدعم هذا الإجراء ونعتقد أنه سيجلب السلام إلى البلقان". وأضاف: علينا الآن جميعاً مساعدة الكوسوفيين فى تحقيق السلام، داعياً الكوسوفيين إلى احترام تعهداتهم لدعم حقوق غير الألبان وغير الكوسوفيين فى بلدهم. وحول موقف روسيا التى عبرت عن معارضة شديدة لاستقلال كوسوفو، أشار بوش إلى "خلاف" بين واشنطن وموسكو فى هذا الشأن. ووافق الاتحاد الأوروبى على إرسال بعثة إلى كوسوفو- ترمى إلى مواكبة الدولة الوليدة فى أولى خطواتها الاستقلالية - غالبيتها من رجال الشرطة والقانون. وجاء ذلك فى حين توعد وزير الخارجية الصربى فوك يريميتش الاثنين بأن بلاده ستتصدى "بالأظافر والأسنان" بالوسائل الدبلوماسية والسياسية لاستقلال كوسوفو الذى أعلن الأحد الماضى من جانب واحد. وقال فى تصريح صحفى فى ختام مناقشة عامة حول كوسوفو فى مجلس الأمن :"إن صربيا لا توافق عليه، وستتصدى بالأظافر والأسنان سياسيا ودبلوماسيا على كل منبر لهذا القرار غير الشرعى". وأعلن أيضاً أن علاقات بلجراد مع البلدان التى اعترفت باستقلال كوسوفو لا يمكن أن تكون كما فى السابق، وأضاف أن : كل من يقرر أن يدوس القانون الدولى، وأن كل من يقرر أن يزدرى بسيادة الجمهورية الصربية ووحدة أراضيها لا يمكن أن تستمر معه علاقات بلادنا الودية والسلمية والديمقراطية. وقد اعترفت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا الاثنين باستقلال كوسوفو وتستعد بلدان أوروبية أخرى لتحذو حذوها. وأعلن رئيس الوزراء الصربى فويسلاف كوشتونيتسا أن بلجراد أمرت سفيرها فى واشنطن بمغادرة الولاياتالمتحدة. واتخذ الإجراء نفسه ضد كل البلدان التى اعترفت بكوسوفو، وطلب من السفيرين الفرنسى والتركى فى بلجراد مغادرة العاصمة فى غضون 48 ساعة.