عقب اجتماع مغلق جمع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس البرلمان الإيرانى على لاريجانى الذى يقوم بزيارة استغرقت 3 أيام إلى القاهرة خرج كليهما ليؤكدا من خلال مؤتمر مشترك على ضرورة تفعيل الحوار العربى الإيرانى والعمل على وجهات النظر بين الجانبين، حيث وصف موسى عقب اللقاء إيران بدولة جارة وصديقة، ولابد أن نأتى بتلك المشكلات على مائدة حوار معها. من مقر جامعة الدول العربية، طالب لاريجانى بضرورة العمل على الوحدة بين الدول الإسلامية دون تفريق بين سنة وشيعة، لافتا إلى أن إيران حريصة على إقامة علاقات صداقة مع دول الجوار، وأن إسرائيل هى عدوها وعدو المنطقة الوحيد. ورغم سوء العلاقات الذى لا يخفى على أحد بين القاهرةوطهران والتى زادت حدتها أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر 2008 واتهام طهران لمصر بالعمل ضد مصلحة الشعب الفلسطينى، إلا أن لاريجانى ضم مصر إلى قائمة الدول التى تجمعها بطهران علاقة طيبة. وقال "إن علاقات إيران طيبة مع الدول العربية مثل اليمن والإمارات ومصر والمغرب والعراق والمملكة العربية السعودية وفلسطين". واللافت أن طهران لها خلافات مع معظم تلك الدول سواء اليمن أو السعودية أو الإمارات إلا أن لاريجانى أعتبر أن هذه الخلافات مجرد اختلاف فى وجهات النظر. وحاول لاريجانى لتبرئة ساحة طهران من الاتهامات التى توجه لها بدعم جماعة الحوثيين الشيعية فى اليمن للتمرد على الحكومة اليمنية، حيث نفى كل ما يشاع فى هذا الشأن متهما إسرائيل بالترويج لذلك لشغل الجميع عن قضية المنطقة الأساسية، بل وأعرب عن استعداد طهران فى مساندة الحكومة اليمنية للتصدى لهذه القضية، كما قلل من الخلاف الإماراتىالإيرانى حول الجزر الثلاث معتبرها قضية جزئية ولابد من احتوائها عبر الحوار الثنائى بين البلدين. ويبدو أن الجلسة التى جمعت موسى ولاريجانى تطرقت وبشكل واضح لقضية السلاح النووى والبرنامج الإيرانى النووى، والمشروع الذى تسعى الجامعة إلى إعداده بإنشاء منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووى، حيث أكد موسى على وحدة الموقف العربى فى هذا الشأن، مؤكدا على سرعة العمل لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وأعرب موسى عن اطمئنانه للبرنامج النووى الإيرانى، حيث أطلعه لاريجانى على كافة التقارير الدولية فى هذا الصدد والتى تؤكد على عدم وجود برنامج نووى عسكرى، وهو ما يتسق مع الطريق الذى تسير فيه الجامعة لنزع السلاح النووى من المنطقة. وتحدث لاريجانى على قضية تخصيب اليورانيوم خارج إيران، حيث أوضح أنه يجب أن تتم عملية التخصيب داخل إيران، والآن يوجد اليورانيوم المخصب وتتم هذه العملية تحت إشراف دولى، ويتم ذلك فى إطار عملية تقنية نووية سلمية، وأصبح لدى طهران مفاعل نووى للأبحاث ومازال هناك الحاجة إلى الوقود وهذا ليس محل نزاع.