إيران ومصر دولتان مهمتان فى المنطقة ولديهما رغم الخلافات مشاعر ود مشتركة ومصالح إقليمية وآفاق للتعاون الثنائى يمكن على أساسها تطوير العلاقات الثنائية «ولكن الأمر يحتاج لبعض الصبر»، هذا كان موجز ما أدلى به على لاريجانى رئيس البرلمان الإيرانى ل«الشروق» حول العلاقات المصرية الإيرانية وإمكانية استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة، التى تم قطعها منذ قيام الدولة الإسلامية من 30 عاما. لاريجانى تحدث ل«الشروق» فى نهاية زيارة للقاهرة استغرقت أربعة أيام استقبله خلالها الرئيس حسنى مبارك، كما التقى خلالها عددا من المسئولين المصريين والمفكرين المصريين بمن فيهم محمد حسنين هيكل والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ذلك إلى جانب مشاركته فى أعمال اتحاد البرلمانات الإسلامية. بهدوء وببعض التحسب قال لاريجانى: «أعتقد أن المناقشات (فى القاهرة مع المسئولين المصريين) حققت (آفاقا) للتقدم فى العديد من المجالات.. بما فى ذلك المجالات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية». رئيس البرلمان الايرانى أعرب على وجه الخصوص عن الارتياح لما قال عنه إنه تطور فى آفاق التعاون الاقتصادى «وإمكانية للقاءات بين رجال الأعمال الإيرانيين والمصريين» تحت مظلة غرفتى التجارة المصرية والإيرانية اللتين وقعتا اتفاقية للتعاون المشترك فى مراسم شهدها لاريجانى وسبقتها محادثات مع وزير التجارة المصرى. وحسب لاريجانى فإن بناء العلاقات الاقتصادية المشتركة على أسس قوية والتوسع فيها يوفر «أرضية جيدة» يمكن أن يتلوها تعاونا فى مجالات العلوم والثقافة من خلال تبادل ترجمة الكتب وعرض الأفلام المصرية والإيرانية وكذلك التعاون فى مجال السياحة. وفى حديثه مع «الشروق»، عبر مترجم إيرانى باللغة الانجليزية، لم يستبعد لاريجانى تعاون مصرى إيرانى ثنائى كان وصفه فى تصريحات قبيل اللقاء بالمزعج لإسرائيل فى العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع بالنسبة للفلسطينيين والوضع فى العراق وفى أفغانستان بل وفى باكستان. وقال رئيس البرلمان الإيرانى إنه ناقش مع المسئولين المصريين الذين التقاهم خلال زيارته للقاهرة «أفكارا حول سبل التعاون (المصرى الإيرانى المشترك) فيما يخص مساعدة الفلسطينيين فى غزة». وأضاف أن «مصر ستحدد بالطبع طبيعة ما يمكن أن تقوم به فى هذا الصدد فى إطار ما لمصر من أهمية (إقليمية وكذلك بالنسبة للفلسطينيين) وفى ضوء أن مصر دولة لها حدود مشتركة مع غزة». إيران بدورها، حسبما قال لاريجانى، «يمكن أن تقوم بتوفير الدعم» بناء على ما سيتم الاتفاق عليه مع مصر وذلك فى إطار أن مصر وإيران دولتين مهمتين فى العالم الإسلامى، الذى يعنى بحال الفلسطينيين فى قطاع غزة الذين يعانون آثار «الجرائم الإسرائيلية البشعة التى وصفها تقرير (المحقق المستقل) ريتشارد جولدستون، والتى تسببت فى تبعات (من الخراب) لم تتم مدواتها حتى الآن». وأطلع لاريجانى أيضا المسئولين المصريين على تطورات الموقف فيما يتعلق بالملف الإيرانى النووى، الذى أرجع التأخر فى الوصول إلى حل بشأنه مع الولاياتالمتحدة وبقية الدول الغربية المتفاوضة مع إيران إلى تقاعس إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن إبداء مواقف فعلية تهدف إلى تحقيق انفراجة حقيقية فى هذا المجال. وقال: «إن إدارة أوباما لم تفعل حتى الآن سوى إبداء التصريحات ونحن نراقب الوضع عن قرب».