أعلنت مصر أنها مستمرة في بحث كيفية دفع علاقتها المقطوعة، منذ عام 1980 بإيران، إلى الأمام، بهدف إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بمناسبة زيارة خاصة يقوم بها حالياً ممثل قائد الثورة الإسلامية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني لمصر، إن علاقتها بطهران ليس بها أي توترات لكنها تتم في إطار المناقشة والبحث والسعي في كيفية دفعها إلى الأمام. والتقى لاريجاني بشيخ الأزهر الاربعاء، وأشاد بدور مصر في المنطقة قائلاً إن الشعب الإيراني ينظر بكل افتخار لمصر باعتبارها أحد الدعامات الكبيرة للدول الإسلامية. ووصف وزير الخارجية زيارة لاريجاني لبلاده بأنها زيارة خاصة تصحبه فيها أسرته، ويزور خلالها أماكن دينية وأثرية. وقال أبو الغيط، في تصريحات له إن العلاقات المصرية الإيرانية لا تزال في إطار حوار جاد مكثف، يستهدف التوصل لتفاهم شامل لكافة القضايا، وصولا إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، موضحاً أنه سيلتقي بالمسؤول الإيراني قبل مغادرته مصر. وردا على سؤال عما إذا كان قد لمس تطورا أو تغيرا في موقف إيران، في ضوء التقرير الذي تسلمه من المبعوث المصري الذي زار إيران أخيرا، قال أبو الغيط، إن مصر وإيران لا تزالان تبحثان في كافة المسائل التي يتناولها النقاش، وهي مسائل سياسية إقليمية وثنائية وأمنية. وقالت مصادر إيرانية لجريدة الشرق الاوسط إن لاريجاني، عقد محادثات في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مساء الثلاثاء، تطرقا خلالها للأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين، وأن الطرفين أبديا رغبة في استمرار إجراء اتصالات دبلوماسية وثقافية وأمنية بينهما وتنمية التعاون في ما يخص القضايا الإقليمية والدولية وأشارت المصادر إلى تأكيد الجانب الإيراني على أهمية مصر وإيران للمنطقة، باعتبارهما قطبين مهمين في العالم الإسلامي. وجاءت زيارة المسؤول الإيراني بعد نحو أسبوعين من زيارة قام بها وفد مصري برئاسة مساعد لوزير الخارجية المصري إلى طهران. وقطعت إيران علاقتها بمصر عام 1980 بسبب استضافة القاهرة لشاه إيران، وإقامتها علاقات سلام مع إسرائيل. وفي تصريحات له، خلال لقاء له بالدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، أشاد لاريجاني، بدور مصر المهم في المنطقة، وما تتمتع به من حضارة وتاريخ مشرف وكبير، قائلاً إن الشعب الإيراني ينظر كله بكل عز وافتخار لمكانة مصر، باعتبارها إحدى الدعامات الكبيرة للدول الإسلامية. وقال: نحن نقدر دور مصر، ونعتبر مشيخة الأزهر لها دور حضاري ومميز، لما للأزهر من منهج قائم على الاعتدال والوسطية. وأشار لاريجاني إلى أنه نقل للدكتور طنطاوي تحيات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مبينا أهمية التعاون بين مشيخة الأزهر وإيران، بما يدعم ويزيد من الفكر الأصيل المستنير. من جانبه أكد شيخ الأزهر، عدم وجود أي خلاف في الجوهر أو الأصول بين المسلمين سنة وشيعة، لأن كليهما يؤمن بإله واحد، وقبلتهم واحدة، ودينهم واحد، ويلتزمون بأركان الإسلام، مشيراً إلى اهتمام الأزهر بدراسة المذاهب الأربعة بكل وسطية واعتدال، وبعيدا عن أي تعصب أعمى أو عنصرية بلهاء، اقتناعا بأن المعرفة تزداد بالحوار المنطقي الإيجابي والاحترام المتبادل بين طرفي الحوار لما فيه المصلحة. وفي وقت لاحق، استبعد لاريجاني، قرب استئناف العلاقات المصرية الإيرانية، داعيا إلى عدم التعجل في هذا الأمر، لكنه قال إن مسار العلاقات بين الجانبين إيجابي. وبينما قال لاريجاني إن علاقات بلاده بالدول العربية يمكن أن تأخذ طابعا استراتيجيا، أكد أن اتفاقية الجزائر التي وقعت بين إيران والعراق عام 1975 بشأن شط العرب، موجودة، ويجب أن تحترم، وذلك عقب دعوة الرئيس العراقي جلال طالباني الثلاثاء لإلغائها. وأضاف لاريجاني في رده على أسئلة الصحفيين عقب لقائه بالقاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن بلاده ليست لديها مشاكل أساسية مع الدول العربية، ويمكن لعلاقتنا مع الدول العربية أن تأخذ طابعاً استراتيجياً. وأردف أن الآخرين هم الذين يريدون أن يستفيدوا من هذه المسائل المفتعلة بين العالم العربي وإيران. وقال موسى من جانبه إنه لن يكون من المفيد أن يضع العرب إيران في صف الأعداء، بل يجب أن ينظر إليها كدولة شقيقة أو جارة، مع الاعتراف بوجود خلافات أو اختلافات يمكن أن تزول أو تزال من خلال الحوار.