دعا البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى عظته مساء اليوم الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية، المصريين إلى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، حيث قال: "إن مصر تدخل فى الانتخابات الرئاسية، وهى فرصة طيبة لممارسة حق المواطنة عند كل المصريين". وتابع: "أدعو الكل للمشاركة فى الانتخابات التى من خلالها يتحدد مصير مصر فالمشاركة الوطنية تعبر عن الوطن والسلبية تهدم الوطن". وأضاف البابا: "اختاروا بعد قراءة برامج المرشحين وفرز ما هو صالح لكم، وقوموا بالإدلاء بأصواتكم حتى تساهموا فى بناء الوطن، ونحن نصلى من أجل سلامة البلاد وسلامة الانتخابات". وقرأ البابا فى بداية العظة الرسالة الثانية للقديس يوحنا، موضحًا أنها أقصر أسفار الكتاب المقدس وتتكون من أصحاح واحد به 13 عددًا متحدثًا عن الحق، مضيفًا: "إن يوحنا حمل لقب التلميذ الذى كان يسوع يحبه ورسالته الثانية هى الوحيدة الموجهة إلى امرأة وهى كيريا". وأشار إلى أن كلمة الحق ذكرت فى الرسالة خمس مرات، لافتًا إلى أن رقم خمسة تعبير عن قبضة اليد وكأن الرسالة فى فحواها تقول لنا أن نتمسك بالحق، واستطرد البابا قائلاً: "اجعلوا كل شىء فى حياتكم حقانية وحقيقة لأن هناك مرضًا يصيب الإنسان فى حياته اسمه مرض الرياء". وأوضح البابا أن "كيريا" تعنى السيدة المختارة، مشيرًا إلى أن هناك عدة تفسيرات لمن وجهت له الرسالة فهناك من يقول إن الرسالة وجهت لسيدة تقية كانت تعيش فى آسيا، وهناك من يقول إنها وجهت للكنيسة وتم استخدام كلمة "كيريا" بمعناها الرمزى "السيدة المختارة"، مضيفًا أنه من الممكن أن نستخدمها للإشارة لأى امرأة. وأكد أن الإنسان الذى يعيش بالحق واستقامة يكون محل ثقة، مشددًا على أن الإنسان الملتوى يكون مشتتًا، مشيرًا إلى أن المسيح كمعلم صالح كان دائمًا يقول الحق الحق أقول لكم. وقال إن الإنسان الذى يعيش بالحق يعيش حبًا حقيقيًا وأما الباطل يكون سببًا للشهوة، لافتًا إلى أن الرسالة تقدم صورة مهمة عن السلوك بالحق، موضحًا أن الكتاب يعلمنا هذه هى المحبة أن نسلك بحسب وصاياه فى الحق. وأضح أن هناك من يصنع الرحمة كنوع من "الوجاهة أو البرستيج" وآخرون يعملون الرحمة لأنهم "يخجلون" وغيرهم يصنعون الرحمة طبقا للمبدأ الكتابى "الشمال لا تعرف ما تفعل اليمين"، واستشهد البابا بالمثل الشعبى "الكذب مالوش رجلين" مضيفًا أن الميديا فى بعض الأحيان من أجل الإثارة تنسى الحق. ووجه حديثه للحضور قائلاً: " شىء مهم أن نشغل أنفسنا بحياة الحق وأن تكون حياتنا واضحة"، مشيرًا إلى أن الرسالة أكدت أن الكنيسة هى أخت للكنيسة الأخرى وهذا الكلام على كل كنائس العالم وليس الكنائس المحلية وعندما تشعر كل كنيسة أنه توجد هذه المحبة والاختيار يجعل الكنيسة كلها تسلك بالحق لافتًا إلى أن الكنيسة هى جماعة المؤمنين. واختتم كلمته قائلاَ: "تذكروا أننا نبدأ قانون الإيمان بكلمة الحقيقة نؤمن".
