قال البابا تواضروس الثانى، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى عظته الأسبوعية مساء اليوم، "في بداية تأملنا نتذكر أبنائنا وأخوتنا الذين سقطوا في أحداث الأسبوع الماضي، التي سببت لنا ألم شديد في الكنيسة ومصر كلها، وهذا الألم والغضب الداخلي عبرنا عنه بأكثر من وسيلة، ونقدم التعزية لكل أسرهم وقلوبنا وياهم". وشدد البابا، خلال عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، على انه لن يتنازل عن تطبيق القانون قائلاً "ولكن المسؤلين وعدونا بسرعة التحقيقات وكشف المتورطين والإسراع بإصدار قانون بناء الكنائس". وقدم البابا الشكر لكل من اتصل به به وحضر لتعزيته قائلاً "ونشكر إخوتنا في الوطن الذين شاركونا بمشاعر طيبة وقدموا مشاعر صادقة بخصوص هذا الأمر سواء بمكالمات تليفونية أو رسائل أو من خلال وسائل الإعلام، مضيفاً وأيضاً جائنا وفد من مشيخة الأزهر والمشاعر الطيبة التي قدمها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب موضحاً أنه أول شخص اتصل للإطمئنان علينا في الأحداث وأضاف "أمام هذه الأحداث ليس لنا إلا التأمل" مشيرا إلى فصل الإنجيل الذي قرأه قائلا "في هذا الفصل هناك 5 أيات، تتكرر فيهم أياتين مهمين: إن لم تتبوا فجميعكم كذلك تهلكون". مضيفا "عايز أكلمكم عن التوبة ويد الله في الأحداث، فتوبة الإنسان هي عمله الأول والأخير وتحدث البابا عن حرمة الكنيسة، لافتاً إلى قصة وقعت في القرن الرابع الميلادي في مدينة أنطاكية قائلاً "في أنطاكية بالقرن الرابع الميلادي، الإمبراطور فرض ضرائب جديدة، فالشعب هاج ووسط الهياج حطموا تماثيل الأمبراطور والإمبراطورة، وأدركوا مقدار ما قاموا به، فخافوا، وبعد ذلك بدأوا يلجأوا للكنيسة، ووقتها كان هناك حق اللجوء الكنسي الذي يمنع القبض على إنسان داخل الكنيسة، واستغل القديس يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية فترة 3 أسابيع التي قضوها في حماية الكنيسة، لكي يصلي وقدم مجموعة من العظات كانت تحس كل إنسان على أن يقدم توبة وأضاف عن الكنيسة المصرية قائلاً "نقول عن كنيستنا كما في الترنيمة إنها أم الشهداء جميلة، وهذا سر جمالها وهي كنيسة قوية، وأكبر كنيسة في الشرق وهي شاهدة لمسيحيها وتخدم مجتمعها ووطنها وستظل"، مضيفا "وفي الأحداث حضر نفسك بالتوبة، حضر قلبك، وضع أمامك وأنت تواجه الحياة إنك تواجه بتوبتك الشخصية، وضع أمامك 4 معاني مهمة وأوصى البابا في كل الأحداث على الإنسان أن يضع الله أمامه فهو حاضر في كل مكان وقادر في كل زمان والذي يحتضن كل إنسان، وتابع حديثه قائلاً: " إنه قادر على كل شئ وتوبتك هي الأساس في وسط هذه الأحداث، لذلك يا أخوتي ما حدث في أي مرة سابقة أو سيحدث مستقبلاً لا سبيل للإنسان إلا التوبة". مضيفا "الكتاب يعلمنا أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله بكل قلوبهم". واختتم البابا العظة قائلاً: "نصلي من أجل الذين أسأوا إلينا ونصلي أن يفتح الرب قلوبهم وعيونهم ونصلي لكل إنسان في منصب أو مسؤلية ليتدبر أمر هذه البلاد، ويحفظ مصرنا وكل الشعب المصري الذي عاش طول حياته في صورة الإعتدال وصورة المحبة الأخوية والتي نلمسها في كل الأسر المسلمة والمسيحية.