أعرب عدد كبير من الفنانين التشكيلين، أمس، ممن قاموا بزيارة مرسم الفنان التشكيليى الدكتور رضا عبد الرحمن، فى إطار فعالية "ماى هو جاليرى"، عن سعادتهم بهذه التجربة مؤكدين أهميتها فى إظهار الجانب الخفى لدى الفنان وتقديم نوع مغاير من العرض. ودعا رضا عبد الرحمن، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" الشباب إلى القيام بفتح مراسمهم أو بيوتهم إذا كانوا يقوموا بالرسم داخلها، ليتجاوزا بهذه الطريقة مشكلة العرض، مشيرا إلى أنه قرر أن يبدأ بنفسه من حيث فتح مرسمه للتشكيلين والجمهور، مؤكداً أن هذه الفعالية سوف تعمل على إنعاش الحركة التشكيلية، وموجهاً التحية للفنانة إيناس القرشى التى دعت لتنفيذ هذه الفكرة فى مصر. وقال "عبد الرحمن" أعتبر نفسى محظوظاً حيث وفقت فى اختيار هذا المرسم عام 2008، مشيراً إلى أنه يعيش مثل المصرى القديم الذى كان يعيش على النيل، بجواره الزرع، معتمداً فى غذائه على أبسط أنواع الأكل، موضحاً بأنه أعتاد العمل بالمرسم من الصباح والمساء. وعن إمكانية تنفيذ هذه التجربة بصورة أكبر أشار "عبد الرحمن" إلى أن معظم الفنانين يسعون لاختيار مراسمهم فى أماكن تساعد وتحفز على الإبداع سواء فى وكالة الغورى أو هرم سيتى أو حتى وسط البلد، بشرط أن يكون المكان صالحًا لاستقبال الجمهور. وأشار الفنان التشكيلى الدكتور أحمد عبد الكريم على أن رؤية لوحات الفنان فى الجاليرى تختلف عنها فى مرسمه، لأن المرسم يظهر أثر البيئة على الفنان كما فى حالة مرسم عبد الرحمن الذى يعُد بمثابة بيت ريفى فى جزيرة فى النيل. وأشار "عبد الكريم" إلى أثر الطبيعة المحيطة بمرسم "عبد الرحمن" والتى دفعته إلى تقديم أعمال من قلب الأرض، موضحاً بأن هذه الزيارة تعُد درساً كبيراً للفنانين الشباب الذين ينقلون من الكتب أو يعملون بنوع من الاستسهال مع العمل الفنى بأسلوب وتقنية الفنان. ورأى "عبد الكريم" أنه إذا لم يعبر الفنان عن بيئته وطبيعته وشخصيته برؤيته الخاصة سوف يفقد الكثير من اسمه كفنان فى المستقبل القريب، حيث رأى أن تجربة "عبد الرحمن" أكدت على أن المرسم جزء من شخصيته وفلسفته بحيث يكون لديه رؤية هى التخيل والقصدية والاستلهام والعفوية فى العمل. وأوضح "عبد الكريم" بأن فكرة المرسم المفتوح ليس بها تحدى لقاعات العرض، ولكنه نوع مغاير من العرض المألوف، مشيراً إلى أن هذه التجربة حدثت بالخارج فقط، مضيفًا، وبالنسبة لى كنت أدعو مجموعة من الفنانين لرؤية أعمالى بمرسمى ثم نقدم رؤية نقدية حولها، لكن الأمر اختلف بالنسبة ل"عبد الرحمن" حيث فتح الباب على مصراعيه بأن أعلن على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الأصدقاء والمهتمين بالحركة التشكيلية لزيارة مرسمه، موضحاً بأن هذا نوع من العطاء لشباب الفنانين بحيث يروا بساطة الفنان وكيف يمكنه أن يقدم بكل يسر أعمالاً مستلهمة من التاريخ وروح المعاصرة فى نفس الوقت، وكيف تعكس الطبيعة التى يحيا داخلها على منتجه. وقال الفنان محمد طلعت، مدير جاليرى مصر، إن تجربة "ماى هوم جاليرى" مهمة فى مجال أى فنان، لآن كل إنسان لديه جزء ما مخفى فى مكان عمله، مضيفاً بأننا نرى المنتج الفنى الخاص به من خلال قاعات العرض لكن عندما نذهب لمرسمه نرى كيف يعمل ويتعامل مع خاماته وأدواته والعالم الذى يخرج من خلاله إبداعه، ولذا من الضرورى أن يكون ذلك جزء لا ينفصل من فكرتنا عن الفنان. ورأى "طلعت" أن مرسم "عبد الرحمن" مختلف عن مراسم العديد من الفنانين، كونه لا يوجد داخل شقة ولكنه أختار مكان مميز فى جزيرة الذهب، وبدأ فى تأسيسه ويمكنه أيضاً أن يعقد فيه لقاءات للمثقفين وورش فنية. ورأت الفنانة الفلسطينية وفاء النشاشيبى أن تجربة "ماى هوم جاليرى" ناجحة جداً؛ لأنها فتحت المجال للفنانين الشباب لزيارة مرسم فنان متحقق ورؤيته داخل مرسمه وهو يبدع، مشيرة إلى أن المكان بمفرده يتحدث كونه بعيداً عن الزحام. ورأت "وفاء" أن وجود المرسم داخل النيل والطبيعة يدفع الفنان للإبداع بطريقة أفضل، متمنيةً أن يستلهم الفنانين هذه التجربة، لما لها من أثر مهم، لافتةً إلى أنها ستبدأ بنفسها وستدعو الفنانين لزيارة مرسمها خارج القاهرة. وأشار الفنان وحيد مخيمر إلى أهمية تجربة المرسم المفتوح، حيث رأى أنها تمثل دعاية لمصر بطريقة غير مباشرة لتعريف العالم على ثقافتنا وتراثنا وحضارتنا والتأكيد على أن مصر مازالت مبدعة، مؤكدًا أنه كفنان تشكيلى استمتع بتنفيذ الفكرة.