طالب الدكتور أيمن نور فى بيان نشره عبر حسابه الخاص على "فيس بوك"، من عقلاء مصر الاتحاد متسائلا: "أين الطريق وإلى أين نحن ماضون، هل نحن ماضون فى الطريق الخطأ.. والخطر؟.. هل نحن مقبلون على انتخابات رئاسية، حقيقية، تفتح أبواباً للخروج من الأزمة السياسية، أم أننا أمام معركة "صفرية" بحثاً عن إقرار وشرعية لأمر واقع، بصورة تجعل منه تعقيداً للأزمة، بأكثر منه حلاً لها". وأضاف أيمن نور: "أين عقلاء الأمة؟ وأوضاع الناس تنتقل من السىء للأسوأ؟.. ونزيف الدم، ومعدلات العنف والعنف المضاد فى تصاعد مستمر؟.. ألا يدرك الجميع الآن، وبعد مضى قرابة العشرة أشهر، أن الحل المنشود لا بد أن يكون جزءاً من حل سياسى شامل يستعيد لمصر حقها فى العدل والأمن والاستقرار والحرية ويزاوج بين كل هذه الحقوق؟. أضاف قائلا: "ألا يشعر عقلاء مصر، ومفكروها، وقادة الرأى العام، والساسة بالقلق، والخجل -فى آن واحد- إزاء مستقبل هذا الوطن، فى ظل الخطاب السياسى لكلا المرشحين والذى كشفت عنه الساعات الأخيرة، إذ يخلو بغير تبرير أو تفسير –وفى تجاهل غير مقبول- من طرح رؤية لترتيبات سياسيه أكبر، وأشمل، لتحقيق المصالحة الوطنية، واجتياز خطر الاحتراب الأهلى، وبناء نظام حكم ديمقراطى يوقف العنف ونزيف الدم". وأكد "أيمن نور": قائلا: إننى أخاطب اليوم عقلاء مصر، ومحبيها، المخلصين للثوابت الوطنية والديمقراطية وللمبادئ، أكثر من المصالح والصوالح الانتخابية أو الشخصية الضيقة، أو الشهوات الانتقامية، وأوهام الانتصارات، الماحقة، الساحقة، التى لم ولن تتحقق لطرف على الآخر. وأضاف: "إننى أناشد الضمير الوطنى المصرى، متجسداً فى العديد من الشخصيات العامة، المهمومة، بالهم العام، وبهم المستقبل لهذا الوطن، المثخن بجراح غائرة أن يتبنوا الآن وفوراً مشروعاً وطنياً للاصطفاف الوطنى، خلف تلك القيم التى جمعتنا تحت رأيه ثورة يناير المجيدة نقبل ما تقبله، ونرفض ما ترفضه، نعمل على تحقيق كل ما توافقنا عليه –بغير اتفاق مسبق- يوم 25 يناير- حباً فى طريق الحرية وقيم العدالة والديمقراطية. وتابع: "إن دعوتى للتفكير، والحوار، والتوافق، على كيان واحد، يجمعُ ولا يُفرقُ أبناء الثورة، والحالمين بانتصار قيمها، وتحقيق استحقاقاتها فى إطار مشروع سياسى متكامل، لإدارة الأمور نحو الخروج من النفق المظلم، بروح مختلفة، تتجاوز منطق القوة، والدم، وفرض الأمر الواقع، لمنطق التواصل، لا التقاطع، من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثه بما يحقق الحرية والأمن والاستقرار والعدالة معاً، مستفيدين من أخطاء الماضى القريب والبعيد.. ومتجاوزين مراراته وحماقاته.. بغير احتكار من أحد.. ولا إقصاء لأحد، عبر شراكة وطنية واسعة، طالما التزم الجميع وارتضى العمل السياسى، والوطنى، السلمى، ضمن قواعد اللعبة الديمقراطية وحكم دولة القانون". وقال: "دعوتى لعقلاء مصر تنطلق وتستهدف إجمالاً كياناً وطنياً يسعى للإسهام فى استعادة حالة العقل بعد أن استبد بنا التطرف والكراهية وغياب قيم مصرية أصيلة مثل التسامح والقبول بالآخر. قال أيمن نور: كيان يسعى فى خمسة اتجاهات رئيسية هى: بناء دولة مدنية ديمقراطية، تسود فيها قيم العدل، وتصان فيها الحقوق والحريات. وقال: "بناء دولة الأمن والقانون.. لا دولة توظيف القانون والأمن لأهداف وأغراض سياسية، مع فريق، أو ضد آخر، وتحكمها قيم العدالة الانتقالية التى تستهدف وقف الدماء فى المستقبل ولا تهمل حق الوطن فى معرفة حقيقة ما حدث وتحديد ومحاسبة ومحاكمة المسئولين عنه". وأضاف:"بناء دولة تتسم بالعدل الاجتماعى والإصلاح والتقدم الاقتصادى والانحياز للأكثر فقراً وللتنمية الحقيقية وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة واسترداد الشعب لثرواته المنهوبة". وأضاف: "بناء دولة تلعب فيها كل المؤسسات أدوارها الدستورية الصحيحة ويحظى فيها الجيش بكل حقوقه وواجباته فى حماية حدود وأرض الوطن فى مواجهة أعدائه وخصومه". وأكد بناء دولة تشاركية عبر مرحلة انتقالية تساهم فيها بإيجابية كل القوى الوطنية، وتغوص فى صلاحيات واسعة لإنجاز المرحلة الانتقالية بأقل تكلفة سياسية واقتصادية. مختتما حديثه قائلا: يا عقلاء مصر.. ورموزها لأجل مصر وشعبها.. وحاضرها.. ومستقبلها تعالوا إلى كلمه سواء تجمعنا حول ما اجتمعنا حوله واتفقنا واختلفنا فى كل شىء سواه، تعالوا إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى طريق الحرية إلى الإصلاحات الحقيقية، تعالوا لنتجاوز جميعاً أخطاء الماضى وآلامه لندرس معاً إطاراً وطنياً جامعاً لا غلبة فيه لفريق- أو لجماعة- بل طريقاً واحداً لا نبتغى جميعاً منه إلا حقن دماء الوطن وتحقيق آماله وطموحاته المشروعة فى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية".