قال مصدر حكومى أردنى، رفيع المستوى، إن بلاده لا تعير أى اهتمام للتهديدات التى توجّه لها من قبل جماعات "إرهابية" تقاتل ضد النظام السورى. وأضاف المصدر، الذى فضّل عدم نشر اسمه، أن "هذه الجماعات القاتلة لا تعمل إلا على نشر سمومها وفكرها الإرهابى داخل المجتمعات"، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية الأردنية قادرة على منع أى اختراق من هذه التنظيمات للبلاد وردعها مباشرة. يأتى هذا تعليقًا على فيديوهات منسوبة لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" بُثّت، مؤخرًا، على موقع الفيديوهات "يوتيوب" وأظهرت عددًا من مقاتلى التنظيم وهم يوجّهون تهديدات للأردن. وقام المقاتلون، بحسب ما جاء بأحد الفيديوهات، بتوجيه تهديدات للنظام الأردنى والأجهزة الأمنية باستهدافها ب"أطنان" من المتفجرات، قبل أن يقوم بتمزيق جواز سفر أردنى. كما أظهر فيديو آخر منسوب للتنظيم ثلاثة مقاتلين وهم يدعون أهل محافظة معان لقتال الأجهزة الأمنية والنفير للجهاد. وهاجم متحدث بالفيديو بعد تعريف نفسه بأنه من "داعش"، النظام الأردنى والأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن الدولة قادمة وستدعم أهل معان فى جهادهم ضد النظام فى البلاد. من جهته، قال القيادى فى التيار السلفى الجهادى بالأردن، محمد الشلبى، المعروف ب"أبى سياف"، إن هناك 3 احتمالات للتسجيلات التى تبث عبر شبكة الإنترنت وتحمل تهديدات للأردن. وأضاف أبو سياف، أن هذه "الفيديوهات قد تكون مكذوبة من دوائر أمنية، أو صنعت من قبل جهات معينة تحضيرًا لضربة استباقية للجماعات الإسلامية، أو قام ببثها مقاتلون فى التنظيم بشكل فردى ودون الرجوع للقيادات". وأشار أبو سياف، الذى يقطن مدينة معان، إلى أن شخصيات جهادية فى سوريا أكدت له أن "أى عمل خارج سوريا للتنظيمات الجهادية خارج الحسابات بالوقت الحالى". وأوضح أن أهالى معان -يقطنها عدد كبير من المنتمين للسلفية الجهادية- لم يطلبوا النصرة من أحد خلال أعمال الشغب التى شهدتها مؤخرًا، وأسفرت عن وقوع قتيل وإصابات بصفوف مواطنين ورجال أمن بعد اشتباكات مسلحة. ومضى قائلا: "فى الأردن لم نشهد هتك للأعراض على سبيل المثال كما يفعل النظام السورى بالمسلمات فى سوريا وبالتالى فإن تحرير سجينات حمص والتى يتجاوز عددهن أكثر من 8 آلاف من أولويات التنظيمات الجهادية". وشنّت قوات الأمن الأردنية فى ال22 من أبريل الماضى حملة أمنية بمدينة معان للقبض على مطلوبين تخللها تبادل إطلاق رصاص ما أسفر عن مقتل مواطن، وعقب ذلك، شهدت معان أعمال عنف وحرق وتكسير لممتلكات عامة وخاصة وإطلاق عيارات نارية.