رصد الكاتب الأمريكى دويل مكمانوس انفعال الرئيس باراك أوباما على مراسل قناة "فوكس نيوز" الأسبوع الماضى عندما سأله الأخير عن مدى خطأ النقاد عندما يصفون الموقف الأمريكى عالميا فى الوقت الراهن بالضعف ، ليرد أوباما قائلا "يستطيع هؤلاء الناقدون لسياستنا الخارجية أن يذهبوا بأنفسهم للقيام بمغامرات عسكرية ، إن هؤلاء لم يتعلموا شيئا من العقد الماضى ، إننى أحاول تفادى الأخطاء وربما كان ذلك لا يروقهم". ورأى مكمانوس فى مقال نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية - أن ثمة مشكلتين فى كلام أوباما ، الأولى أن معظم النقاد لا يطالبونه بالدخول فى حرب بسوريا أو أوكرانيا ، صحيح أن العديد منهم يتحدثون عن إرسال الولايات المتحدة أسلحة إلى كل من الجيش الأوكرانى والمعارضة السورية ، لكن هذا يختلف تماما عن المطالبة بالدخول فى حرب". المشكلة الثانية، أن أوباما فى رده تجاهل بيت القصيد من الشكوى وهى أن عزوف إدارته عن كافة أشكال التدخل العسكري، حتى غير المباشر عملت على تقوية شوكة (أشرار) مثل فلاديمير بوتين فى روسيا وبشار الأسد فى سوريا حتى تجاوزوا الحدود ، ويرى مكمانوس أن قلق هؤلاء له ما يبرره وأن الكثير من الشعب يشارك النقاد فيه، بحسب استطلاعات رأى حديثة. وقال مكمانوس " إن استراتيجية أوباما على صعيد سياسته الخارجية لم تعد صالحة فى ظل عالم أشرس مما كان يأمل الرئيس ، لكن المشكلة الآن هى أن أوباما لم يضع استراتيجية جديدة مكان القديمة التى كانت أوضح سماتها هى (عدم المشاركة) ، إن أوباما بات بليغا عندما يتحدث عن أشياء لا يريد فعلها كالتدخل فى الأزمة السورية أو إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا ، أما عندما يتحدث عن أشياء يريد فعلها، فإن لسانه يعيا ولا يكاد يُبين. واختتم الكاتب مقاله بالقول "إذا كان أوباما حريصا على إثارة إعجاب الأمريكيين بشأن سياسته الخارجية الأقل طموحا، فعليه أن يوضح استراتيجيته بشكل أفضل، بدلا من أن يرد بغضب على أسئلة المراسلين".