يعتبر العلاج الموجه أحدث صيحة فى مجال علاج الأورام، حيث إنه بظهور هذا النوع من العلاج أصبح استخدام العلاج الكيميائى أقل عن ذى قبل، نظراً لأن العلاج الموجه يستهدف الورم فقط، ولا يؤدى إلى حدوث مضاعفات على الأجزاء السليمة المحيطة بالورم. وظهرت فى السنوات الأخيرة أجهزة العلاج الإشعاعى التى تستهدف الورم فقط، دون المساس بالخلايا السليمة، وبالتالى لا تفقد الأجزاء السليمة بالجسم وظيفتها. يقول الدكتور خالد عبد الكريم، أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس، حدث تطور كبير فى الجراحة الإشعاعية كعلاج موجه، وأيضاً فى أجهزة العلاج الإشعاعى وتقنيات الكمبيوتر الحديثة، أوجدت فى السنوات الأخيرة نمطاً جديداً فى علاج الأورام بالإشعاع يسمى "الجراحة الإشعاعية"، حيث تعتمد على تسليط جرعة عالية من الإشعاع، فى جلسة واحدة أو عدد قليل من الجلسات، بتركيز شديد على موضع الورم دون إصابة أى من الأنسجة السليمة المحيطة بآثار جانبية، نتيجة التعرض لهذا الإشعاع، وهذا النمط العلاجى كان متقصراً على علاج أورام المخ بما يسمى "الجاما نايف". وأضاف "عبد الكريم"، أنه تطور الأمر فى السنوات الماضية لظهور جيل جديد من أجهزة علاج الإشعاع، يمكنها القيام بنفس العمل بدقة وكفاءة شديدة لباقى أجزاء الجسم، مثل أجهزة المعجلات الخطية والسيبر نايف، والتى أتاحت الفرصة لأطباء الأورام لتحقيق معدلات عالية من التحكم فى الورم، مع الحفاظ على وظائف أعضاء الجسم السليمة. وأشار "عبد الكريم" إلى أن هذه التقنيات الحديثة تعتمد على التحديد الدقيق لأبعاد الورم، من خلال صور الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى، ثم عمل خطة لتلقى الجرعة الإشعاعية بواسطة أجهزة الكمبيوتر الحديثة، مع إجراء تعديلات متكررة تهدف إلى الوصول لأفضل نتيجة ممكنة، ثم يتم تثبيت المريض أثناء العلاج لضمان دقة العلاج مع مراقبته بأجهزة عالية الحساسية يمكنها متابعة أدنى حركة، مثل حركات التنفس وضربات القلب. كما تتابع أجهزة الإشعاع حركة الجسم، فيظل المجال الإشعاعى محدداً، ويقلل من المساحة المحيطة التى قد تتلقى جرعات العلاج الأمثل، ومثل هذه الأجهزة الحديثة، كالجاما نايف والمعجلات الخطية، تعمل منذ سنوات فى مصر لخدمة المريض المصرى، وأصبح لدينا خبرات مميزة فى هذا المجال الحديث.