أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطة عمل تكلفتها المبدئية تصل إلى 39 مليار دورلار ووصفتها بالعالمية لتوقى ومكافحة الالتهاب الرئوى أحد أهم مضاعفات أنفلونزا الخنازير، وأهم أسباب وفاة الأطفال فى جميع أنحاء العالم. أعلنت المنظمة أن الالتهاب الرئوى يودى بحياة 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة كل عام، علماً بأنّ أكثر من 98% من تلك الوفيات تحدث فى 68 بلداً نامياً ولا يُخصّص لأغراض التصدى لهذا المرض الفتاك إلاّ القليل من الموارد. وترمى هذه الخطة إلى إذكاء الوعى بالالتهاب الرئوى كأحد أهمّ الأسباب الكامنة وراء وفيات الأطفال، وتدعو راسمى السياسات على الصعيدين العالمى والوطنى والوكالات المانحة والمجتمع المدنى إلى التعجيل باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتنفيذها. وقالت د. مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، "إنّ خطة العمل هذه تتيح الاستراتيجية اللازمة لتوقى ومكافحة الالتهاب الرئوى، الذى بات يفتك بالأطفال بأعداد تفوق ما تتسبّب فيه آحاد الأمراض الأخرى من وفيات، إنّنا نعلم أنّ الاستراتيجية ستفى بالغرض المنشود، وإذا تم تنفيذها فى كل من البلدان التى تنوء بعبء فادح جرّاء هذا المرض، فإنّنا سنتمكّن من توقى ملايين الوفيات". وقالت آن فينيمان، المديرة التنفيذية لليونيسيف، "يمثّل الالتهاب الرئوى أهمّ أسباب وفاة الأطفال دون سن الخامسة، إذ يودى بحياة أكثر من 4000 طفل كل يوم، ولا بدّ من الاضطلاع بالتدخلات الفعالة الرامية إلى الحدّ من الوفيات الناجمة عن هذا المرض على نطاق أوسع والتعجيل بإتاحتها للأطفال المعرّضين لمخاطره". ويتزامن صدور خطة العمل العالمية مع عقد أوّل اجتماع قمة عالمى بشأن الالتهاب الرئوى فى مدينة نيويورك. وتتمحور رؤية خطة العمل حول ثلاثة أسس فى مقدمتها حماية كل الأطفال بتهيئة بيئة ينخفض فيها تعرّضهم لمخاطر الالتهاب الرئوى (بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وتوفير التغذية المناسبة، وتوقى نقص الوزن عند الميلاد، والحدّ من تلوّث الهواء داخل المبانى، وزيادة تواتر غسل الأيدى. مع العمل على وقاية الأطفال من الإصابة بالالتهاب الرئوى (بتطعيمهم ضدّ العوامل المسبّبة له: الحصبة والشاهوق والعقدية الرئوية والمستدمية النزلية من النمط b، فضلاً عن توفير الزنك للأطفال المصابين بالإسهال) وعلاج الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوى بتوفير خدمات الرعاية المناسبة والمضادات الحيوية (فى المجتمعات المحلية والمراكز الصحية والمستشفيات). وتشير التقديرات إلى أنّ تنفيذ خطة العمل المذكورة بتعزيز التدابير الموصى بها فى البلدان الثمانية والستين التى تنوء بعب فادح جرّاء الالتهاب الرئوى سيكلّف 39 مليار دولار أمريكى فى الفترة 2010-2015. ومن المتوقّع أن تتضاعف التكاليف السنوية على مدى الأعوام الستة، إذ سيشهد المبلغ السنوى المطلوب زيادة من 3.8 مليار دولار فى عام 2010 إلى 8 مليارات دولار بحلول عام 2015.
