أكد أنس الفقى وزير الإعلام، ضرورة الاستعداد لانتخابات مجلسى الشعب والشورى (2010) والانتخابات الرئاسية (2011)، مشدداً على ضرورة أن تتحلى المعايير المهنية التى تنظم عمليات التغطية الإعلامية لهذين التجربتين، بتحقيق العدالة بين كافة المرشحين. وأضاف الفقى، خلال ندوة "الإعلام والانتخابات" التى عقدت على هامش مهرجان الإعلام العربى، أن التجربة التى خاضها الإعلام المصرى خلال تغطية الانتخابات الرئاسية عام 2005، تم خلالها وضع معايير مهنية للتغطيات الإعلامية للمرشحين التزم بها الإعلام الرسمى، فى حين لم يلتزم بها الإعلام الخاص؛ مما يدعونا إلى التفكير من الآن فى الانتخابات القادمة. وأشار إلى أن هدف التجربة الإعلامية وقتها كان تقديم نموذج للتغطية الإعلامية للانتخابات، حيث أدى ذلك إلى ظهور بعض المرشحين فى قنوات خاصة عديدة وبأوقات طويلة على حساب بقية المرشحين، مشدداً على أهمية إعادة النظر فى المعايير المهنية التى تنظم تغطيات الانتخابات، بحيث تحقق العدالة بين كافة المرشحين، وقال: إن ذلك يحتاج إلى أمرين الأول هو تمكين الإعلام العام والخاص ضماناً لنزاهة التغطيات الإعلامية وضماناً لحق الناخب والمجتمع فى أن يتعرف على مرشحيه فى سياق من الموضوعية والنزاهة والحيادية. والأمر الثانى هو الرصد الإعلامى لعملية التصويت ذاتها أكثر من الحملات الانتخابية، حيث يعتبر التصويت هو المؤشر الفاعل فى العملية الانتخابية، حيث الرصد الإعلامى بالصوت والصورة هو من أقوى وسائل رصد ومتابعة العملية الانتخابية. وتساءل الفقى "هل نحن نحتاج إلى تشريع جديد لضمان التزام كل الأطراف بالمعايير المهنية للتغطيات الانتخابية لنضمن نزاهة التغطيات، وهل تكفى منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية لضمان هذه النزاهة أم نحن نحتاج إلى تشريع أو نظام جديد أم نكتفى بضمير الإعلام والإعلاميين؟". وشارك فى الندوة عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار، وصالح خلاف وزير الإعلام الأردنى السابق، والدكتور سامى عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وعادل درويش المحرر ب"الديلى تليجراف" ونبيل الخطيب مدير "الأخبار بالعربية"، والخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز، وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. ومن جانبه، اعتبر صالح خلاف الإعلام عاملاً أساسياً فى الانتخابات على جميع المستويات، خاصة أنه الضامن الوحيد لديمقراطية سير العملية الانتخابية، موضحاً فى الوقت نفسه أن الإعلام سلاح ذو حدين، الأول أنه يكون المراقب فى العملية الانتخابية، والثانى أن يستخدم للترويج ولتحسين صورة الأنظمة الحاكمة. أما الدكتور سامى عبد العزيز، فأشار إلى أن العملية الانتخابية تتطلب تسويقاً سياسياً كما تسوق المنتجات، مؤكداً على أن الإعلام الانتخابى يتصدر المشهد السياسى الحالى. كما أضاف عبد العزيز، قائلاً "إن هناك إعلاماً سابقاً للانتخابات وإعلاماً موالياً للانتخابات، فالإعلام السابق هو الحملات الانتخابية التى تسبق عملية الانتخابات والإعلام الموالى هو عملية التأثير التى تتم أثناء العملية الانتخابية. وطالب عبد العزيز بوضع ملامح أولية تجعل من الإعلام واحدة من أدوات تفعيل المشاركة السياسية لدى الناخب، مؤكداً أن الحرية لا تهين الآخر ولا تشوه مرشحاً أو حزباً أو رئيساً، وأوضح أنه من الممكن أن تسيطر على تليفزيون ولكن من الصعب أن تسيطر على الإنترنت والموبايل.