على الرغم من المأساة وحالة الحزن التى يعيشها 40 أسرة بثلاث قرى بمركز أطسا بالفيوم، وهى "قرى قلهانة، ومنشأة ربيع، والخشاب" بعد اختطاف 40 من أبنائهم أثناء إقامتم بليبيا فى ساعة مبكرة من صباح أمس، ورغم تضارب تصريحات المسئولين، وعدم وجود أية معلومات واضحة حتى الآن عن هؤلاء المختطفين، وإن كانوا فعلا تعرضوا لاختطاف من قبل مسلحين أو أنهم محتجزين لدى السلطات الليبية، إلا أن محافظ الفيوم تجاهل كل هذه الأزمة، وتجاهل حتى محاولة الاتصال بأهالى هؤلاء العمال، أو طمئنتهم، ولو بكلمة أنه يتابع الأوضاع، ويحاول التدخل لدى المسئولين، وبدأ اليوم فى برنامج الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة. وانتقد العديد من النشطاء السياسيين وممثلى القوى الثورية والأحزاب السياسية بالمحافظة تصرف المحافظ، وأكدوا أنه ليس على قدر المسئولية، كما انتقدوا تجاهله التام لهذه الأزمة، واكتفائه بعمل عدد من المداخلات فى القنوات الفضائية، وأصدار بيانا يدين الحادث، وتأكيده أنه يتابع الأزمة فى الوقت الذى لم يحاول فيه الاتصال بأهالى المختطفين أو الذهاب إليهم للاطمئنان على أوضاعهم. وقال أيمن البكرى رئيس رابطة أبناء الفيوم أن المحافظ لم يتجاهل فقط أحزان وجراح هؤلاء الأسر الأربعين رغم أنهم رعاياه، وسيحاسب عليهم أمام الله إلا أنه تجاهل أيضا مصرع 6 من خير أجناد الارض فى كمين مسترد بشبرا الخيمة اليوم، والذين راحوا ضحية حادث إرهابى غشيم نزفت له قلوب المصريين، وكان يجب على المحافظ أن يكون على قدر المسئولية، ويؤجل الاحتفال بالعيد القومى للمحافظىة أو يلغيه، فلا احتفال على جثث أبناء مصر الشرفاء، ولا احتفال على آهات ودموع أمهات العمال الذين لم نعلم مصيرهم حتى الآن، وقال إن الرابطة رغم أنها دشنت حملة لجمع توقيعات، للمطالبة بإقالة المحافظ إلا أنه تم إيقاف عمل الحملة أمس واليوم حدادا على أرواح الشهداء، واحتراما لحزن الآباء والأمهات بقرى أطسا، وحتى يتم الاطمئنان على أبنائهم. ومن جانبه أغلق وليد عبد الرحمن وكيل وزارة القوى العاملة والهجرة بالفيوم هاتفه، ولم يرد على أية مكالمات من قبل الإعلاميين أو الأهالى؛ لمتابعة أية تطورات أو معلومات قد تكون لديه أو وصلته من أحد المسئولين حول مصير العمال الأربعين فى ليبيا، وإذا كانوا بالفعل محتجزين لدى السلطات الليبية أم لا؟. وكانت العلاقات العامة بمحافظة الفيوم قد أصدرت بيانا حول الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة أكدت فيه أن محافظة الفيوم بدأت صباح اليوم احتفالها بعيدها القومى الذى يوافق الخامس عشر من شهر مارس من كل عام تخليداً لذكرى وقفة شعب الفيوم البطولية ضد قوات الاحتلال الإنجليزى عام 1919، وافتتاح مشروع وادى الريان العظيم عام 1973 الذى أدى إلى تحسين مستوى الصرف بالأراضى الزراعية بالمحافظة، والحفاظ على منسوب المياة ببحيرة قارون. وقام الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم يرافقه اللواء الشافعى حسن مدير أمن الفيوم واللواء سعد العجمى السكرتير العام، واللواء محمد حمودة السكرتير العام المساعد، والعقيد حاتم محمود المستشار العسكرى للمحافظة، والقيادات التنفيذية والسياسية والشعبية بالمحافظة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى للشهداء بميدان قارون. ثم شهد محافظ الفيوم ومرافقوه المسيرة الشبابية التى ضمت المئات من الشباب بالتربية والتعليم والشباب والرياضة التى جابت الشوارع الرئيسية بميدان قارون ومصاحبة الموسيقات العسكرية النحاسية على الأنغام الوطنية ابتهاجا بالاحتفال بعيد الفيوم القومى. وعقب ذلك قام محافظ الفيوم بافتتاح حمامات السباحة بتكلفة 10،5 مليون جنيه، ووضع حجر أساس الملعب الثلاثى بتكلفة 500 ألف جنية بنادى قارون الرياضى كما قام بتفقد وحدة التصوير والمراقبة باستاد الفيوم الرياضى التى تتكون من 79 كاميرا لمراقبة الاستاد والشوارع المحيطة به بتكلفة إجمالية 2,8 مليون جنيه، وافتتاح الصالة الرياضية للتايكوندو، وتفقد المركز الثقافى الكورى ومعرض منتجات نادى الفتاة بمركز شباب المحافظة، وتكريم المتطوعات بالمركز. ثم شهد محافظ الفيوم ومرافقوه العروض الفنيىة الرياضية لمديرية الشباب والرياضة بالاستاد الرياضى، والعرض الرياضى لطلبة وطالبات مدارس التربية الرياضية . جدير بالذكر أن إجمالى عدد المشروعات المقرر افتتاحها ووضع حجر أساس لها خلال احتفالات المحافظة بعيدها القومى تبلغ 125 مشروعًا تصل تكلفتها الإجمالية إلى 456 مليون جنيه، وتخدم قطاعات الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحى والسياحة والطرق وغيرها، وتسهم فى دفع عجلة التنمية على أرض المحافظة.