من قرية ميت الكرما مركز طلخا دقهلية، رمى ناصر محمد السنباطى «23 سنة» نفسه فى البحر ثلاث مرات لكى يهاجر إلى إيطاليا، يقول: «دفعت 10 آلاف جنيه لسمسار علشان يسفرنى، بعدما رهنت قطعة أرض لوالدتى بعد وفاة أبى، وسافرت إلى طرابلس ليبيا، وهناك انتظرت لمدة 45 يوما مع 32 شابا عشت أياما سوداء، وخلصت فلوسى وتخلى عنى السمسار، وتعبت كثيرا حتى وصلت مصر بعد أربعة أيام فى رحلة العودة، وبعدها لقيت السمسار بيتصل تانى وبيوعدنى خير المرة دى وصدقته، وسافرت إلى الإسكندرية والتقيت مع مجموعة أخرى من طرف السمسار، وعشت فى زريبة حيوانات فى كفر الدوار، وكان البرد شديدا فأصبت بنزلة برد ورجعت تانى على ميت الكرما». وبعدين؟ قلت خلاص يظهر مليش بخت فى السفر، فقلت أفتح محل بقالة، لقيت مطلوب منى أجيب موافقات كثيرة علشان أفتح المحل، يعنى بطاقة ضريبية، وسجل تجارى، وترخيص للمحل، وحاولت أخلص الإجراءات، لكن بعد شهر، رجع السمسار يتصل بى، ويوعدنى أنه جهز للسفر المرة دى كويس، وقالى إنه ساعد زمايلى على السفر و«إنهم بقوا متبغددين وسددوا ديونهم»، فقررت أخوض التجربة للمرة الثالثة، أخبرت أمى أننى لن أعود هذه المرة، يعنى يا إما أوصل يا إما أغرق، ولكنى تعرضت للنصب ولكن أنا أنتظر المرة الرابعة لأننى عاجز عن فتح البقالة. لمعلوماتك... 250 ألف شاب مثل ناصر، يحاولون الهرب من البطالة، بالهجرة عبر البحر، أغلبهم يفشل أو يغرق، وهناك 500 شاب مهاجر غير شرعى إلى إيطاليا لقى مصرعه عام 2006.