سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة قطر فى عيون أمريكا.. إدارة أوباما: يجب حل الخلافات الخليجية بشكل عاجل والرئيس سيناقش الأزمة مع عاهل السعودية.. والمحللون السياسيون: نكسة للدبلوماسية الأمريكية فى الخليج وخطر على المصالح الأمريكية
أثار القرار الخليجى بسحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر، ردود أفعال واسعة تجاوزت حدود المنطقة العربية، لتصل إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن.. التى ينشغل قادتها حاليا بمحاولة إيجاد حلا لإنهاء الأزمة الأوكرانية.. إلا أن الأزمة القطرية تعد بمثابة عبئا جديدا، يضاف إلى أزمات إدارة الرئيس أوباما بالخارج. وعقب ساعات من إعلان قرار سحب سفراء الدول الثلاث من قطر، علقت وزارة الخارجية الأمريكية على ذلك القرار، بالتأكيد على أن واشنطن ترتبط بعلاقات قوية مع البلدان الأربعة الأطراف فى الأزمة.. وقالت على لسان المتحدثة باسمها جين ساكى، إن الولاياتالمتحدة "تأمل أن يتمكن قادة دول الخليج من حل خلافاتهم فى أقرب وقت ممكن".. وأكدت ساكى أن حل الخلافات الخليجية يجب أن يكون أمرا عاجلا يصب فى "صالح الأمن والتماسك الإقليمى". وتعد قطر من أبرز حلفاء أمريكا بالمنطقة العربية.. نظرا لمجموعة من الأدوار الهامة التى تلعبها الدولة الصغيرة، وتخدم المصالح الأمريكية بشكل مباشر. سواء على المستوى العسكرى أو السياسي. حيث تتمركز على الأراضى القطرية، غرب العاصمة الدوحة واحدة من أكبر القواعد الجوية لسلاح الجو الأمريكى، وهى قاعدة "العدييد"، التى كانت مركزا لإمداد الطائرات الأمريكية المقاتلة فى الحرب على أفغانستان والعراق خلال السنوات العشر الماضية، ويتم من خلالها التحكم فى جميع العمليات الجوية الأمريكية فى المنطقة. أما على المستوى السياسى فقد لعبت الدوحة دور الوسيط فى الحوار بين واشنطن وعدد من التنظيمات المتطرفة والإرهابية.. فبدلا من أن تخالف الولاياتالمتحدة القاعدة التى يكررها مرارا وتكرار الساسة الأمريكيون، والتى تقول "we don't negotiate with terriosts" – "نحن لا نتفاوض مع الإرهابيين" - تقوم الدوحة بالتفاوض مع قادة تلك التنظيمات بالنيابة عن الأمريكيين، ويعد أبرز مثال على ذلك علاقة قطر بتنظيم "حركة طالبان" الإرهابية، التى سمحت لها الحكومة القطرية بفتح مكتب تمثيل بالعاصمة الدوحة، وتكفل القطريون بتمويله بالكامل، ودفع رواتب أعضاء طالبان العاملين به. الدوائر السياسية المهتمة بالشرق الأوسط، والمحللون السياسيون فى واشنطن انشغلوا أيضا بالقرار الخليجى الذى تقوده المملكة السعودية، ووصفته تلك الدوائر بأنه عقاب أولى للدوحة. قد يتبعه المزيد من الإجراءات العقابية ضد الدولة الصغيرة.. وسارع المحللون بتحليل تأثير الأزمة القطرية على الولاياتالمتحدة ومصالحها فى المنطقة العربية، ومن أبرز التحليلات التى تناولت الأزمة، تحليل أعده سايمون هندرسون، مدير برنامج سياسات الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. الذى وصف قرار سحب السفراء الثلاثة من قطر بأنه "نكسة لدبلوماسية الولاياتالمتحدة مع حلفائها فى الخليج". نظرا لما سيمثله ذلك من انعكاسات سلبية على المصالح الأمريكية بالمنطقة. وعن سبب عدم سحب الكويت لسفيرها من الدوحة، قال هندرسون إن ذلك ربما يكون سببه "أن حاكم الكويت الشيخ الصباح الأحمد - المتواجد حاليا بالولاياتالمتحدة لقضاء فترة تعافى من عملية جراحية أجريت له الأسبوع الماضى - كان يسعى للتوسط فى التقارب بين مصر وقطر قبل انعقاد القمة العربية التى تستضيفها بلاده خلال الشهر الجارى". وخلال مؤتمر صحفى بمقر الخارجية الأمريكية فى واشنطن، ألمحت ساكى إلى أن الرئيس باراك أوباما من المتوقع أن يناقش الأزمة القطرية مع العاهل السعودى، على هامش زيارته إلى السعودية، خلال شهر مارس الجارى. وتشهد العلاقات بين واشنطنوالرياض حالة من التوتر غير المسبوق بين البلدين الحليفين.. وظهر حجم الغضب السعودى عندما أعلن رئيس جهاز المخابرات السعودى أن بلاده تفكر فى إجراء "تغيير جذرى" فى علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. ويسعى الرئيس أوباما خلال زيارته المرتقبة إلى الرياض لاحتواء تلك الأزمة. حيث سيبحث مع الملك عبدالله مجموعة من الملفات والقضايا التى كدرت العلاقات بين البلدين، وأبرزها الأزمة السورية، والملف النووى الإيرانى، والغضب السعودى من التقارب بين واشنطن وطهران. وبالطبع ستكون الأزمة القطرية أحد محاور النقاش بين أوباما والملك عبدالله. موضوعات متعلقة.. العربى يحاول احتواء سحب السفراء من قطر.. والخارجية:لا عودة لسفير مصر "اتحاد العمال العرب": قطر غير مؤهلة لرئاسة مؤتمر العمل العربى نيويورك تايمز: سحب السفراء توبيخ غير عادى لقطر من دول الخليج الأخرى