سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحف الأمريكية: تصريحات السيسى تقدم أقوى مؤشر وأوضح إشارة على ترشحه للرئاسة.. أسوشيتدبرس: كلمة المشير فسرت أسباب عدم إعلانه موقفا رسميا.. دعوته للوحدة تعكس المشكلات الجمة التى يواجهها الرئيس المقبل
اهتمت الصحف الأمريكية والعالمية بتصريحات المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، التى قال فيها إنه لا يستطيع أن يدير ظهره لمطالب الغالبية له بالترشح، فقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن السيسى قدم أقوى مؤشر على الإطلاق حول نواياه للترشح للرئاسة، بقوله إنه لا يستطيع أن يدير ظهره للمصريين إذا أرادوا منه أن يترشح. وقالت الوكالة، إن فوز السيسى فى حالة ترشحه يبدو شبه مؤكد، فى ظل موجة من الشعبية التى يتمتع بها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى فى يوليو الماضى والذى واجه احتجاجات حاشدة تدعو إلى رحيله بعدما أمضى عاما واحدا فقط فى الحكم. وأضافت الوكالة، أن كلمة السيسى التى تم إذاعتها عبر التليفزيون مسجلة تهدف على ما يبدو إلى أن تفسر لأنصاره الأسباب التى جعلته لم يعلن بعد عن ترشحه رسمياً للرئاسة وسط التوقعات الواسعة، بينما كشفت عما يحتمل أن يكون بندا أساسيا فى حملته، وهو أن على المصريين أن يتحملوا مسئولية استعادة الاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد. ورأت أسوشيتدبرس، أن تصريحاته التى جاءته فى كلمة ألقاها أمام طلاب الكلية الحربية لم تصل إلى حد إعلانه رسميا عن ترشحه للرئاسة، وألمح إلا أنه ينتظر قانون الانتخابات الرئاسية وتحديد موعد لها، ومن المتوقع أن يتم إجرائها بنهاية إبريل المقبل. وأشارت الوكالة إلا أن السيسى لم يستطع أن يعلن عن ترشحه رسميا، حيث لا يزال يشغل منصب وزير الدفاع، وقال إنه يتحدث بالإشارة حتى لا يرتبك الناس، وأضاف أمل أن تفهموا جميعا الإشارة. وقالت أسوشيتدبرس، إن دعوة السيسى للوحدة تعكس المشكلات الجمة التى يمكن أن يواجهها لو أصبح رئيسا، واعتبرت أن قوله "ثمانية أشهر ربما تكون كافية للبدء فى المراجعة وإعادة النظر، انظر حولك لترى إذا كان ما يحدث يرضى الله"، إنما هو دعوة ضمنية لأنصار المعزول لإنهاء احتجاجاتهم. من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن السيسى اقترب أكثر اليوم من إضفاء طابع رسمى على مساعى ترشحه للرئاسة التى لم يتم الإعلان عنها به، مشيرا إلى قوله بأن الأيام القادمة ستشهد الانتهاء من الإجراءات الرسمية المطلوبة. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الذى لم يكن معروفا بشكل خبير قبيل اختياره لهذا المنصب عام 2012، يتمتع بشعبية كبيرة منذ عزل مرسى، وهناك توقعات عالميا بأن يترشح للرئاسة ويفوز بها. وقد أيد كثير من المصريين السيسى لأنه تجسيد لوعد بالاستقرار والتقدم بعد ثلاث سنوات من الاضطراب بدأت منذ الإطاحة بمبارك. إلا أن المشير قاد حملة وصفتها الصحيفة بالوحشية ضد أنصار الإسلاميين، وامتد قمع المعارضة بشكل متزايد ليصل إلى النشطاء الليبراليين والمفكرين أيضا. وتابعت الصحيفة، قائلة إنه لا يعرف شيئاً بعد عن أفكار السيسى حول أى من شئون السياسة العامة بما فى ذلك المسألة الحيوية المتعلقة بكيفية تحقيق الانتعاش الاقتصادى وإعادة هيكلة الاقتصاد الذى يعانى من الاختلال. لكن حتى الآن يوجد مرشح واحد فقط أعرب عن نيته للترشح وهو حمدين صباحى، لكن يظل السيسى المفضل بشكل كبير. أما وكالة رويترز، فقالت إن السيسى أرسل أوضح إشارة حتى الآن بشان ترشحه للرئاسة بقوله إنه لا يستطيع تجاهل مطالب الأغلبية، وقالت إن السيسى المتوقع على نطاق واسع أن يفوز برئاسة مصر، يعتبره أغلب المصريين شخصا حاسما قادر على إنهاء الاضطراب السياسى الذى تشهده مصر منذ الإطاحة بمبارك. وقالت رويترز، إن عددا من الدبلوماسيين الغربيين الذين التقوا مع السيسى قالوا من قبل إنه متردد فى الترشح للرئاسة لوعيه بالتحديات الهائلة التى تواجه من يصبح رئيسا، وفى ضوء حقيقية أن الاحتجاجات الشعبية أطاحت برئيسين فى غضون ثلاث سنوات. واتفقت صحيفة الجارديان مع الصحف الأمريكية فى وصفها إعلان السيسى بأنه أوضح إشارة حتى الآن حول ترشحه للرئاسة، وأضافت أن ترشح السيسى طالما اعتبر مسالة تحصيل حاصل بعد سلسلة من التصريحات والتسريبات التى تشير بقوة على رغبته فى الترشح، إلا أن المشير لم يعلن رسميا أبدا من خلال وسائل الإعلام ما إذا كان ينوى بكل تأكيد الترشح، لكن الأمر تغير اليوم من خلال تصريحه الذى قال فيه إنه لا يستطيع أن يتجاهل أغلبية المصريين، وإن لم يصل على حد إعلان ترشحه رسميا. ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى مقرب من السيسى تأكيده أن التصريح يصل إلى حد الإعلان الرسمى، وأضاف المصدر الذى رفض الكشف عن هويته إن السيسى ينتظر القانون الجديد الخاص بالانتخابات الرئاسية قبل أن يبدأ حملته. وقال الضابط، إن السيسى ليس رجلا حرا مثل المرشحين الآخرين. فهو مسئول حكومى ويحترم القانون، وهو ينتظر صدور القوانين ذات الصلة واتخاذ كل الإجراءات الانتخابية، وحينها فقط سيكون هناك إعلان رسمى. فيما قال ضابط آخر رفيع المستوى إن السيسى أجل حملته بعدما خشى من التحديات الاقتصادية الهائلة التى يتعين على أى رئيس قادم لمصر أن يتغلب عليها. وقال إنه يبحث عن أى مرشح آخر ربما يكون جيداً، أى مرشح جيد آخر يظهر، لكن لو لم يظهر أحد فماذا ينبغى أن يفعل. فلا ينبغى أن يترك الأمر للهواة.