احتفل فنانوا الكاريكاتير، أمس، بتطوير وتدشين لوحات جديدة لمتحف الكاريكاتير بالفيوم، حيث تمت إضافة لوحة كبيرة لرسام الكاريكاتير صاروخان، كانت قد اقتنتها أسرة أرمينية وقامت بإهدائها للمتحف. كما قام الفنان الكبير أحمد طوغان، بإهداء بعض أعماله للمتحف بالإضافة لفنانين آخرين. أما الفنان جورج البهجورى فقد تم تخصيص غرفة له تضمنت بعض رسوماته. وقال الفنان محمد عبلة، صاحب المتحف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، لقد أقمت هذا المتحف بمجهود شخصى بحت، لم أحصل على دعم من أى جهة سواء حكومية أو خاصة. وقد اتفقت مع نفسى على أن أقوم برصد 25% من دخلى لهذه المتحف. وأشار "عبلة" إلى أنه أنشأ المتحف نظراً لحبه الشديد لفن الكاريكاتير، وقال، إننى حاولت العمل به ولكنى لم أنجح، ومع هذا أعشق هذا الفن، موضحاً بأن هناك من يهوى جمع العملة أو الطوابع ولكنى جمعت رسومات كاريكاتيرية كثيرة ومن ثم كان لابد من الحفاظ عليها فى متحف خاص بها. كذلك شعرت باستفزاز شديد من الرسوم المسيئة للرسول، وبالتالى كان لابد من تقديم جواب حضارى للرد عليها من خلال رسوم تنتقدهم. موضحاً بأن هناك من يقوم بعمل رسائل ماجستير ودكتوراه عن المتحف. وتابع "عبلة" لقد التقيت بالفنان زهدى ولمست مدى معاناته لأجل عمل كيان لهذا الفن، مشيراً بأن زهدى أخبره بأنه إذا احترم الرسامون فنهم فسوف يحافظون عليه. وأضاف عبلة بآسى شديد، لقد رأيت بنفسى عامل البوفية فى أحد المجلات العريقة يفترش أصول رسومات كبار الفناين أو يلقُى بها فى الشارع، ومن هنا فكرت فى إقامة هذا المتحف للحفاظ على رسومات فنانينا، لأننا مسئولين جميعاً عن الحفاظ على التراث وحمايته، فنحن نبحث عن رسومات لحجازى أو صلاح الليثى فلا نجدها، ومن ثم لابد من وجود مادة أرشيفية. كما طالب "عبلة" الفنانين بإهداء بعض الرسوم للمتحف سواء الخاصة بهم أو بفنانين كبار. وأوضح بأنه لا يتقاضى رسوماً من المصريين على زيارة المتحف. كما أوضح بأنه اختار قرية تونس بالفيوم لتكون موقعاً للمتحف رغم بعُد المسافة لأنه لن يجد مساحة كبيرة تليق بالمتحف فى القاهرة. كما أن قرية تونس تعد بمثابة منتجعاً للمبدعين وللأشخاص المهتمين بالفن. وأشار "عبلة إلى أن المتحف يناسب مجتمع الفنانين والموسيقيين والكتّاب بشكل رائع، ومن حهة أخرى أرى أن الحياة الثقافية فى مصر لا ينبغى أن تتركز فى العاصمة فحسب. وأضاف "عبلة" يضم المُتحف حولى 350 لوحة كاريكاتيرية من بداية القرن العشرين وحتى الوقت الحاضر. بمشاركة أربعين فناناً، ومعظم اللوحات أصلية سوى بعض اللوحات القليلة المأخوذة من صحف ومجلات، فضلا عن أن معظم هذه الرسومات من أقدم اللوحات التى تضمها مقتنيات المتحف. يستقبل المُتحف الزائر فى المدخل بعدد من الرسومات الكاريكاتيرية المأخوذة من صحف ومجلات ترجع إلى فترة العشرينيات من القرن الماضى، مثل الكشكول، المكوكة، المطرقة وغيرها. حيث تعود أقدم رسومات المجموعة لعام 1927، والرسومات ملونة وتبدو جريئة ومباشرة فضلا عن كونها ذات مغزى سياسى وناقد للمجتمع فى عصرها.
