"الرسوم التى هزت العالم" هو عنوان الكاتب الذى صدر حديثاً عن جامعة يال الأمريكية عن أزمة الرسوم الكارياتورية الشهيرة المسيئة للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ويطرح الكاتب الذى ألفته جيت كلاوسين العديد من التساؤلات وتحاول الإجابة عنها. ومن بين هذه التساؤلات كيف أصبحت هذه الرسوم التى وصفتها الإيكونومست بالمزح الطفولى أن تتحول إلى أزمة مؤلمة للغاية؟ وهل بالغ المسلمون فى حساسيتهم إزاء هذه القضية؟ وهل كانت الصحيفة الدانماركية التى نشرت الرسوم متعمدة الاستفزاز؟ وهل فشلت السلطات فى الدانمارك فى التعامل مع هذه القضية ببساطة. وتقول الإيكونومست التى قدمت عرضاً مختصراً لكتاب إن مؤلفته كلاوسين خبير فى شئون الجاليات الإسلامية فى أوروبا الجديدة. كما أنها دانماراكية والمسألة بالنسبة لها مسألة شخصية، حيث نشأت وهى تقرأ جريدة يلاندس بوسطن، تلك الجريدة التى اختارات عائلتها المحافظة المنتمية إلى الطبقة الوسطى قراءتها. وأجرت الكاتبة العديد من المقابلات مع العديد من مؤيدى نشر الرسوم، ورأت فى تصورها أن هناك الكثير من الأكاذيب والمعتقدات الخاطئة. فعلى سبيل المثال، هناك اعتقاد كبير بأن الإسلام يفرض حظراً شاملاً على تصوير النبى محمد، على الرغم من أن عددا قليلا من المسلمين يعتقدون عكس ذلك. وترى الكاتبة أن الخطأ الأكبر فى هذه القضية هو أن هذه الأزمة لم تكن لتتفاقم ما لم يذهب مجموعة من الأئمة الدانماركيين إلى مصر، ويلهبون المشاعر المعادية للدانمارك بسبب هذه القضية. وزعم الكاتب أن مصر كان لها أهدافها الخاصة فى قضية الرسوم المسيئة، وهى أنها أرادت من ناحية أن تعاقب الغرب على ضغوطه من أجل الديمقراطية فيها، ومن أجل تفويت الفرصة على الإسلاميين الذين يمكن أن يستغلوا الموقف لإحراج الحكومة.