قالت وكالة أسوشيتد برس، إن هناك عدة عوامل تعيق إصلاح حركة الإخوان المسلمين من الداخل من بينها حملة القمع والاعتقالات التى تشنها الحكومة ضدها، وانفصال قيادات الجماعة عن جيل الشباب بها. وأشار التقرير الذى نشرته صحيفة واشنطن بوست، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين التى وصفها بأنها أقوى حركة إسلامية سياسية فى الشرق الأوسط، تشهد صراعاً على القيادة، حيث يحاول الشباب والنشطاء الأكثر اعتدالاً دفع الجماعة إلى التخفيف من أيدولوجيتها الأصولية وأن تصبح قوة أكثر ديمقراطية. ورأت الوكالة الأمريكية أن الاتجاه الذى تسير فيه الجماعة ربما يكون له آثار أوسع نطاقاً، فالإخوان المسلمون أكبر حركة معارضة فى مصر على الرغم من أنها محظورة رسمياً، وعلاوة على ذلك، لها تأثير كبير خارج حدود مصر باعتبارها الأب الروحى للحركات الإسلامية فى العالمين العربى والإسلامى، بما فى ذلك حركة حماس. وقامت حكومة مصر الاستبدادية، كما يقول التقرير، بشن حملة عنيفة على الجماعة واعتقلت الكثير من أعضائها واصفة إياها بأنها واجهة للمتطرفين. وكانت الولاياتالمتحدة راغبة فى فتح قنوات مع الجماعة على خلاف الحكومة التى تعد أحد أقرب حلفائها فى الشرق الأوسط. ويمضى تقرير الأسوشيتدبرس فى القول بأن بعض دعاة الإصلاح فى المنطقة والغرب لا يزالون يعتقدون أن هناك فرصة ضئيلة لأن تكون هناك ديمقراطية حقيقية ما لم تشارك الجماعات الإسلامية ذات الشعبية مثل جماعة الإخوان المسلمين فى العملية السياسة إلى حد ما. لكن العديد من المراقبين يرون أن الحملة التى تشنها الحكومة ستقلل فقط من احتمالات الإصلاح داخل الجماعة. وتنقل الوكالة عن جوشوا ستاتشر، العالم السياسى فى جامعة كينث ستيت والذى يدرس حركة الإخوان المسلمين قوله إن الدولة المصرية هى التى تملى هذا النوع من الجماعة الذى نشاهده اليوم، فسياسات القمع والاعتقالات تجعل من الصعب جداً على الإخوان التحرك نحو اتجاه أكثر اعتدالاً لأنها تعزز موقف المحافظين داخل الجماعة. وأضاف الخبير السياسى أن هؤلاء المتشددين يقولون ماذا قدمت الانتخابات وعملية الديمقراطية لنا. إنها أدت فقط إلى مزيد من الاعتقالات. ويقول شباب الإخوان المعتدلين إن الجماعة فى حاجة لأن تصبح حركة سياسة حديثة إذا أرادت الاستمرار. البعض يريدها أن تقتدى بحزب العدالة والتنمية فى تركيا. ويتحجج منتقدى الجماعة من الشباب بأن الحرس القديم هو الذى يشدها إلى الوراء. عبد المنعم محمود، صحفى ومدون، يرى أن المسئولين منفصلون عن عالم اليوم. ومحمود الذى كان متحدثاً بارزاً عن شباب الإخوان وتم اعتقاله مرات عديدة بسبب عضويته فى الجماعة يقول إنه جمد هذه العضوية قبل عام بسبب الصدامات الفكرية المتعددة مع القيادة المحافظة. وقد قام الكثيرون بالأمر نفسه، ويكمل محمود حديثه بالقول إن ما يحدث ليس هجرة منظمة من الجماعة، إلا أنه حذر قيادات الإخوان بأنهم إذا ما لم يهتموا بجيل الشباب، فإن الحركة ستفقد كثيرا من الأعضاء المنفتحين. وأشار إلى أن التعطش للتغيير ليس كبير داخل الجماعة، ولذلك فإن الشباب يبحثون عن مكان آخر. وبينما يسعى بعض الشباب فى المناطق الحضرية إلى تحرير الإخوان، فإن العضوية الأكبر فى الجماعة أصبحت أكثر تشدداً خلال السنوات الأخيرة. وعن الجدل الذى تردد قبل أسبوعين بشأن استقالة المرشد العام للإخوان المسلمين مهدى عاكف، يقول خليل العنانى الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية إن عاكف شعر أنه لم يعد بإمكانه التعامل مع المحافظين ومطالبهم، وأن الضغوط أصبحت كثيرة. للمزيد أقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة بها