إن هذا الفعل غائر جدا، حيث لا أرى سوى الظلمة، الظلمة فقط، كمحرك بات خارج نطاق الاستخدام وما يحير بالفعل أنه كالنور اللاذع عينيك، حيث لا ترى سوى يديك وهى تغطى برفق وسرعة عينيك خوفا من ذلك الألم، الحب هو الظلام والنور ويلا التناقض الدفين حد أحشاء المعذبين بين ذكريات الهوى بين لقاء وفراق. فإن الكابوس دوما يشتهى السرائر ويوقظ النوم من رحم أحلامه ويطلق صرخات ليلية وهكذا تستمر الحكاية برغبة منك أو بدون لكنها دوما تستمر.. أصدقك القول إنه ذات مرة ذهب وأعطانى تلك الورقة التى لا تعبر عن سوى "خربشات" دفينة فى قاع حزين أو ربما تلك الخربشة تجمع بعض الأحداث المترابطة والمفككة بينى وبينه، ولا أمل فى أى شىء سوى أن أقرا تلك "الخربشات" ببعض من الدموع والمرارة، فهذا ما تبقى وعلىّ قبوله وإلا ستنتهى حكايتى دون خربشة كما تنتهى الحكايات. يحيرنى سؤال لمَ دوما كل الحكايات تنتهى بخربشة؟! مجرد خربشة ولمَ دوما يكون هناك ذلك القبول الغامض لتلك الخربشة؟! أصدقك القول فى ليلة عيد الميلاد، استباح هدية تؤلمنى فما كان منى أن ابتسمت فإنها ليلة عيد الميلاد ورغم أنه يشعر بألمى الصارع فى بسمة باهتة إلا أنه ظل يحدثنى طيلة الليلة عن مدى إعجابى بتلك الهدية وهل سأضعها ضمن كل تلك الدمى التى امتلكها من ليالى ميلاد ولت، بالفعل سأضعها فكيف ستكتمل سلسلة الجروح إلا بالجرح الأخير؟! أصدقك القول رغم أنى أعانى من مرض لا أعلم ماهيته ولا أريد، إلا أننى أشعر بغيبوبة عشق لاذعة، فالحب مرض وشفاء وغيبوبة قصوى، وأسرنى ذلك القول من مرآتى عندما حدثتنى فى صباح ما قائلة " الحب مرض يهاجمك فى غفلة يشفيك من جميع أمراضك ويتبقى هو أقوى من كل الأمراض"، ولكننى تعلمت أن أستلذ بمرضى دوما، وهذا ما جعلنى هنا فى أحد المستشفيات أتعافى من مرض لا عافية منه. أصدقك القول كل الأراضى دائرية غير مستوية غير مستقيمة، وبدورها ليست أيضا عمودية، ولكننى رميت دوائر أخرى حد قدمى وحد إحدى الدوائر رسمت القبر ودفنت ما تبقى منى، وعندما هاجمنى زائر وترك وردة ودموعا، علمت أننى فى الدائرة الخطأ ويلا تسرعى ويلا تلك الرحلة التى نطلق عليها لقب القدسية، رغم أن الحياة قد تكون فى انتظار بعض الصبر منا ولذلك كتبت تلك المقولة "علمتنى الحياة أن حدود الصبر لا حدود لها". أصدقك القول فى ليلة ما، وعلى ذلك السفح الجبلى، ليس كذاك الجبل هناك، ألقيت كل مذكراتى فى القاع جدا، تداركت مع الرياح التى تتلاعب بالأوراق حد أنفاس الهواء، أن هناك ورقة تحمل تفاصيل مولدى بين أحشاء الحب فقررت أن ألقى روحى، ولكن صدقا كم كانت الرياح ناعمة وهى تنقلنى إلى القاع، حيث تهاويت، حيث صار مولدى وموتى فى بؤرة واحده وقاع واحد. أصدقك القول وأنا أشاهد أحد الأحلام، وقفت أراقب حركات الممثلين والمخرج وأشاهد تلك التعبيرات على وجوه الجمهور بين القلق والفزع والخوف والتشويق لكل حدث يمر، وبينما أقف مستترا خلف إحدى ستائر العرض رمقت إحدى الشخصيات التى لا أعلمها وتساءلت لمَ دوما يدخل مسرحى أحد الممثلين الذين لا أعلم شيئا عنهم إلا على خشبة ذلك المسرح القديم. ولمَ دوما تبدو الأحداث مبهمة فى كل مرة؟! أصدقك القول الآن جدا إن الحياة باردة جدا فى شدة السخونة والحب ممطر عاصف جدا وربيعى المنشأ ودوما نختار تلك المقاعد "نوفمبرية" المزاج أو "ديسمبرية" الروح فنرتمى عليها ونلون أزهار الشتاء النائمة ونتمنى الراحة فقط إلى الأبد.. إلى الأبد سأغلق ذلك الكتاب الآن.. بالفعل نترك أثرا جميلا أو طيبا ونتمنى الخلود.. ولكن الخلود هو الشىء المستحيل نظريا قائم الحدوث دوما بين أحلامنا وصورنا التى تلونها عيون التحدى أو قلوب الحب ويتبقى الموت سكين يقطع كل ذلك فى صمت.. فقط فى صمت..