تناول الكاتب الإسرائيلى المتخصص فى الشئون العربية والسياسة المصرية "تسيبى برائيل" بصحيفة "هاآرتس" الضجة التى أثارها الكاتب محمد حسنين هيكل عن التوريث فى مصر، ومن البديل لرئاسة الجمهورية فى الفترة القادمة؟! وقال برائيل إن "هيكل الذى لا يتوانى لحظة طوال سنوات عمره ال 86 عن رسم صورة باهتة للسياسة المصرية، مع نقد لاذع لسياسات الرئيس المبارك وعملية السلام مع إسرائيل، إضافة إلى علاقة مصر بالولايات المتحدة، حينما ذكر أن جمال مبارك لا يصلح لخلافة والده قائلا: "إن هناك ظلما وقع على هذا الشاب، حينما تم دفعه للظهور على الساحة السياسية، مما أوقعه فى ضرورة التعامل مع موجات المعارضة فى مصر". وأضاف الكاتب أن هيكل ذكر أيضا أن جمال لا يصلح أن يكون رئيسا حتى ولو كان هو الأنسب لهذا المنصب فى مصر، لأنه سيصبح مثل القاضى عندما يحكم فى قضية متهم فيها أخيه، وهذا ما يحدث مع الرئيس مبارك ونجله، لافتاً إلى أنه خلال عامين ستبدأ الانتخابات الرئاسية، وأن مبارك الذى لا يزال قابعا فى مقعده منذ 28 عاما لا ينوى الاعتزال عن منصبه، وإشغال نفسه بتنسيق حديقة قصره، بل على العكس بدأ أنشط من ذى قبل بكثرة رحلاته الخارجية وانشغاله الدائم بقضايا المنطقة. وأشار برائيل إلى أن مسالة التوريث فى مصر تستحوذ على اهتمام صناع القرار فى واشنطن، وهذا على عكس ما تعلنه الإدارة الأمريكية دائما، حيث أكد مصدر أمريكى على أن جيل القادم للرئاسة فى مصر هو موضوع نقاش جاد فى العديد من المنتديات داخل الدوائر السياسية الأمريكية، مضيفاً "فى واشنطن من يدركون أن الانتخابات فى مصر لن تأتى بنتائج مرضية، وأن استمرار حكم عائلة مبارك يعتبر أقل تلك النتائج سوء، بسبب حلقات الفشل فى انتخابات السلطة الفلسطينية وأفغانستان والعراق". وقال برائيل إن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انضم مؤخرا إلى قائمة المتنافسين، لأنه ليس أقل كفاءة عن جمال مبارك لتولى أمور البلاد، مشيراً إلى أنه فى الوقت الذى تهتم فيه، واشنطن وإسرائيل بمسألة التوريث فى مصر من منظور دبلوماسى وأمنى، يتزايد اهتمام مصر ببقائها كدولة تستطيع أن توفر لمواطنيها المستوى المعيشى المناسب من وظائف وتعليم لكى تواجه احتياجاتها. وقال برائيل إنه من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه فى بداية هذا الشهر إعلان المعارضة المصرية تأييدها لمحمد البرادعى لكى يكون الرئيس القادم لمصر، مضيفا أن البرادعى أصيب بالذعر من هذه الضجة، وعلى الفور أعلن إلغاء زيارته المقررة لمصر بعد تلك المناوشات حول ترشيحه للرئاسة معلنا فى الوقت نفسه عدم نيته لترشيح نفسه. للمزيد اقرأ عرض الصحافة الإسرائيلية على الأيقونة الخاصة بها.