ليس عيبًا أن نقلد أى تجربة ناجحة لإدارة أى دولة ليس عيبًا على أى دولة أن تقوم بالتخطيط الجيد لإدارة شئونها بحيث تكون أفضل دولة فى منطقتها أو فى العالم، حتى لو كانت هذه الدوله عدوًا لنا، وتحاول باستمرار السيطره على مواردنا وإضعافنا. ولناخذ عده أمثلة على ذلك: أمريكا التى تحاول جاهدة السيطره على العالم كله. إسرائيل التى تريد إضعاف المنطقة العربية بأسرها ليكون لها وحدها الصدارة والسيطرة. تركيا التى تحلم بزعامة العالم الإسلامى. قطر التى تتصور أن المال وحده يكفى لتكون زعيمة الدول العربية. اللافت للنظر فى كل تلك التجارب هو وجود مخطط جيد مستمر يتم تنفيذه، بصرف النظر عن الحاكم الموجود فى السلطة. ولنأخذ أمريكا كمثال. الرئيس الأمريكى لا يحق له الترشح لأكثر من مدتين وكل رئيس أمريكى تم انتخابه مرتين اختلف أداؤه فى المره الثانية تمامًا عن المره الأولى. ففى المره الأولى، يعمل الرئيس على إرضاء الشعب فى كل تصرفاته الشخصية والعلنية.. الداخلية والخارجية.. ويعد الشعب بالمزيد من الرخاء والرفاهية فى حال تم انتخابه مره أخرى. أما حين يتم انتخابه للمرة الثانية فإنه ينفذ المخطط الأمريكى فى السيطرة على العالم. كان ذلك واضحًا جدًا فى حكم بوش الابن، الذى اجتاح العراق وهو واضح أيضًا الآن فى حكم أوباما، الذى تحالف مع أعداء الشعوب العربية لإضعافها وإسقاط حكوماتها التى صنعتها أمريكا، وضمنت ولاؤها ودكتاتوريتها المطلقة. يجب إذن، إذا ما أردنا أن نكون دولة كبرى، أن نضع خططًا كبرى لا تتغير بتغير الحكومات المختلفة أو الرؤساء. وسواء كانت تلك الخطط علنية أو سرية، فيجب أن يكون هناك جهاز ما مسئول عن تنفيذها لا يتم العبث به لصالح رئيس سابق أو حالى أو مستقبلى. ولكن من يضع مثل تلك الخطط؟ هنا يأتى الشق الثانى من خطة نجاح الإدارة المصرية. إنشاء إدارة علمية صارمة لوضع خطط مصيرية يستمر تنفيذها لمئات السنين، على أن تضم تلك المؤسسة أو الإدارة خيرة عقول شباب مصر من كافه التخصصات والأعمار، ويتم تخصيص ميزانية خاصة لها لضمان استمرار التطوير والتفكير والبحث عن أساليب تضمن نتفيذ تلك المخططات سواء كانت تلك المخططات بسيطة مثل إنشاء مشاريع تنميه حقيقية فارقة فى مصر مثل السد العالى أو مترو الأنفاق أو كانت تشمل التخطيط لصد هجوم إسرائيل أو أى دولة معادية عن طريق رفع كفاءة الجيش أكثر وسد العجز فى التسليح واستبدال التسليح الأمريكى بمصانع للسلاح المصرى أو كانت تلك الخطط تشمل إنشاء مصانع اقتصادية حقيقية بدلا من مصانع الشيبسى والسناكس، التى لا تقيم اقتصادًا قويًا. إن تلك العقول موجوده بالفعل فى مصر، كما أنها موجودة فى كل دولة من دول العالم. الفارق الوحيد بين أى دوله تريد النهوض من كبواتها المستمرة وبين الدول التى ستظل نامية طوال الوقت هو البحث المستمر عن تلك العقول التى تفكر خارج الصندوق، والاستفادة العملية من قدراتها على حل المشكلات، لهذا أتمنى من الرئيس القادم أيا كان انتماؤه أو خلفيته أن يضع هذا فى اعتباره فيقوم بإنشاء جهاز خاص للحق العلمى والاقتصادى للخروج بحلول واقعية وخطط مستقبلية للنهوض بمصر. يتم تنفيذها بصوره منظمة ومستمرة بصرف النظر عن وجوده الأبدى أو تداول السلطة والبحث الدائم عن العقول التى تستطيع التفكير السليم، بصرف النظر عن العمر أو الجنس أو التعليم وتوظيف تلك العقول لخدمه مصر، وسوف يجعل هذا المنافسة مشتعلة بين الشعب لضمان الحصول على فرصة العمل فى تلك المؤسسة التى يجب أن يتم التعيين فيها بناء على الكفاءة وليس الواسطة بالطبع. إن المرحلة القادمة فى تاريخ مصر هى التى ستصنع فارقًا بين كل ما مضى من تاريخ وما سيأتى من مستقبل وليس من المعقول أن نعود إلى التفكير الجامد المتحجر، الذى ورطنا فيما نحن فيه الآن فالتاريخ لن يرحمنا.