نقلاً عن اليومى.. الجهادية، الجيش، القوات المسلحة، أسماء مختلفة ليس لمؤسسة مصرية من مؤسسات الدولة الحديثة، بل الأساس الذى بنيت عليه الدولة المصرية الحديثة، العسكرية المصرية فى الحشا والقلب للمصريين، ويعود ذلك إلى أن بناء الجيش سبق بناء الدولة، بل وقامت على أكتافه الدولة. تعرض المجتمع المصرى فى القرن التاسع عشر لتغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، دفعت لهدم الكثير من المؤسسات الموروثة، وإعادة تشكيل التركيبة الطبقية للمجتمع المصرى بشكل جديد، وفى البدء ارتكز مشروع محمد على على بناء جيش قوى وحديث، واستلزم ذلك تحديث المجتمع، وأرسل محمد على 34 مصريا فى أولى بعثات عسكرية، وعندما أدرك الوالى أن المصريين يخافون من الجهادية.. افتتح المدارس وألزم بها العائلات حتى يتسنى له إرسالهم للجهادية، ومن أجل الجيش أيضا أعاد تنظيم الإدارة وأنهى نظام «الالتزام» فى الزراعة، واستحدث صناعات مثل الترسانة البحرية وصناعة النسيج، وفى 1837 دخل فى عداد ملاك الأراضى من هم لديهم أبناء فى الجهادية، فدخل فى عداد ملاك الأراضى صغار الموظفين والضباط، وبدأت علاقة المسيحيين بعد أن أعفى محمد على من الجزية كل من عمل فى الترسانة البحرية، وفى 1855 أسقطت الجزية عن المسيحيين، وفى عام 1856صدر الأمر العالى ينص على أن أبناء المسيحيين سوف يدعون إلى حمل السلاح أسوة بالمسلمين، وبذلك عرف المسيحيون المواطنة من بوابة الجيش. عرابى والجيش والكرامة الوطنية: ومن بناء الدولة الحديثة بسواعد الجيش، واستحقاق المواطنين المصريين المسيحيين للمواطنة عن طريق خدمة الجيش، إلى البدايات الجنينية لتشكل وعى الأمة «مصر للمصريين»، وذلك بعد أن وقف عرابى وقفته الشهيرة فى وجه الخديو توفيق، وكان الجيش المصرى حينذاك مصدر إلهام للمصريين ومصدر قلق للقوى الأوربية الحديثة، والتى تكالبت من قبل لتحطيم الأسطول، والتقط الاستعمار البريطانى الخيط، وعبر هزيمة عرابى وخيانة كبار الملاك له تم احتلال مصر، ورغم انكسار المشروع الوطنى إلا أن العسكريين المصريين وحدوا الأمة، ومن رحم هزيمة الثورة العرابية، عرف المصريون رب السيف والقلم محمود سامى البارودى، وعبدالله النديم، والبطل الشهيد أحمد عبيد والذى ظل المصريون ينتظرونه ربع قرن وكأنه المهدى المنتظر!! غنى المصريون للأبطال فى المنفى، ومن رحم الثورة العرابية ولدت الحركة الوطنية، مصطفى كامل ومحمد فريد، وعرفت مصر الجمعيات السرية من ضباط الجيش والزعماء الوطنيين، ومن تلك اللحظة أدرك المصريون أن جيشا قويا يعنى أمة قوية، ومن ثم كان تحالف عرابى العسكرى ابن الطبقة الوسطى، وأحمد عبيد ابن الطبقات الوسطى الدنيا، والبارودى ابن الأرستقراطية، ومعهم الفقير النديم، بل لقد وقف بجوار عرابى الأنبا كيرلس مطران البحيرة والذى صار البابا كيرلس الخامس فيما بعد، وتربص له الإنجليز ونفوه إلى دير البراموس، بعد أن تقدم بشكوى ضده بطرس غالى الكبير وكيل المجلس الملى وصديق المحتلين 1890، وهكذا كان عرابى والنديم أقرب للبابا كيرلس من بطرس غالى!! من عرابى إلى ناصر: كما أدخل محمد على أبناء المصريين الجيش، وكان عرابى باكورة الروح الوطنية المصرية، أدخل النحاس باشا أولاد الموظفين للكلية الحربية وكان فى مقدمتهم جمال عبدالناصر والضباط الأحرار، ومن رحم القوات المسلحة ولدت ثورة يوليو 1952، وهناك مقاربة بين ناصر ومحمد على فى بناء الدولة المصرية من بوابة القوات المسلحة، وكذلك مقاربة أخرى بين ناصر وعرابى، كلاهما بعد أن وضع الجيش فى مقدمة الحركة الوطنية، كانت القوى الخارجية على أهبة الاستعداد لضرب المشروع الوطنى، وحدثت هزيمة يونيو 1967، وكما وحدت الهزيمة المصريين حول الجيش 1882 وحدتهم أيضا 1967، وأذكر أن الراحل الكبير أحمد فؤاد نجم من فزعه من الهزيمة، كتب: «الحمدلله خبطنا تحت بطاطنا، يا محلى رجعة ضباطنا من خط النار»، إلا أنه ما لبث أن كتب: «واد يا عبدالودود يارابض ع الحدود»، وبعد النصر كتب: «دول مين ودول مين دول عساكر مصريين»، وسطر الأبنودى ملاحم مثل: «وجوه على الشط» وزين العابدين فؤاد وسمير عبدالباقى وآخرون، وجاء استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض على الجبهة بين جنوده ليعيد إلينا، أسطورة أحمد عبيد شهيد التل الكبير». رحل ناصر وأعيد بناء الجيش بدماء وعرق ودموع المصريين، وتحررت سيناء بسواعد أبنائها، وتحطم خط بارليف المنيع، وهزم جيش الدفاع الإسرائيلى الذى قيل إنه لا يهزم. لكن العدو جاء من داخل الإسلاميين، وفى 6 أكتوبر 1981 استشهد السادات برصاصات الغدر من حلفائه السابقين!! لكن القوات المسلحة المصرية تصدت لطيور الظلام وحمت مصر من الإرهاب طوال 1985 وحتى 1997. السيسى خير خلف لخير سلف: بعد أن استعرضنا دور الجيش المصرى فى بناء الدولة الحديثة مع محمد على، ثم إعادة بناء الأمة وشعارها «مصر للمصريين» مع عرابى، وإعادة بناء الدولة مع جمال عبدالناصر وثورة يوليو، والعبور العظيم 1973.. نصل إلى محطة 30 يونيو 2013، وقبل أن نخوض فى غمار تلك الثورة نذكر بأن الجيش المصرى يختلف عن كل جيوش العالم التى تأسست كجيوش لدول لتحمى حدودها، لكن الجيش المصرى هو الأخ الأكبر للدولة، ورمز لوحدة أمتها، وساهم ويساهم فى بناء الدولة، ولا يقتصر دوره على تحرير الأرض بل وتحرير الإنسان مثلما ساهم فى إرساء المواطنة للمسيحيين المصريين، كما أن مراحل استهداف المشروع الوطنى للأمة كانت تبدأ من استهداف الجيش فى عصر محمد على وعرابى وناصر، والآن كما كتب مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق برجنيسكى 1980 أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستهدف ثلاثة جيوش «العراقى، السورى، المصرى» وبعد أن حطمت العراقى وتحاول مع السورى جاء دور الجيش المصرى، لكن الفريق أول عبدالفتاح السيسى حفيد عرابى ومن أبناء ناصر، تصدى للمشروع الفاشى الإرهابى الدينى، وأسقطه بعد أن التف حوله كل الوطنيين المصريين، وكما كان كيرلس الخامس مع عرابى، وكيرلس السادس مع ناصر، كان تواضروس الثانى مع السيسى، وتوحدت الأمة خلف السيسى كما توحدت من قبل خلف عرابى وناصر، ولذلك لا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا يعرف قيمة العسكرية المصرية إلا من قاتل من أجل تحرير الأرض والإنسان، ومن لا يدرك ماهية علاقة الجيش المصرى بالوطن، لا يدرك معنى ما كتبه الشاعر زين العابدين فؤاد فى سنوات حرب الاستنزاف: «الفلاحين بيغيروا الكتان بالكاكى ويغيروا الكاكى بلون الدم»، جيشنا فى القلب والحشا، ولا فرق بين عسكرى مصرى ومدنى مصرى إلا بالجهاد فى سبيل الوطن، وللفريق السيسى أتذكر شعر الشاعر اللبنانى عباس بيضون: «كأنما أمة فى شخصك اجتمعت.. وأنت وحدك فى صحرائها القمر». لمزيد من التحقيقات .. العالم يعلق على إقرار الدستور.. فرنسا: خطوة نحو الديمقراطية.. والإمارات: يعزز الاستقرار والثقة بالمستقبل.. وخادم الحرمين يهنئ الشعب والرئيس منصور.. وحركة فتح: يحقق الحرية والاستقلال والهوية الوطنية حمدين صباحى: أنا زاهد فى السلطة ولكن لا يوجد مرشح للرئاسة حتى الآن "غيرى".. أبلغت السيسى أنى سأدعمه لو ترشح رغم أن سعى الجيش للحكم خطر..الحكومة مفككة وضعيفة ولا تصالح مع الإخوان طالما استمروا فى العنف "الإرهاب" يطل برأسه مجددا لإفساد فرحة الدستور.. انفجار عبوة ناسفة بمحيط محكمة جنوبالجيزة واحتراق سيارة ترحيلات.. ورجال المفرقعات يمشطون المنطقة.. ومصدر أمنى: المعمل الجنائى سيحدد المواد المستخدمة ردود أفعال رافضة لتصريحات صباحى.. نجل عبد الناصر:فرصته ضعيفة والسيسى الأصلح..الحريرى: كم من رئيس مدنى فشل وعسكرى نجح.. المصريين الأحرار:هو من يسعى للسلطة.."كمل جميلك":شعبية الفريق حولت أحلامه لكوابيس