ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صباح اليوم ،الخميس، أنه فى سياق التوتر فى العلاقات التركية الإسرائيلية، خاصة بعدما بثت تركيا شريط فيديو يظهر الجنود الإسرائيليين وهم يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين فى الشوارع بدم بارد، أن وزير الخارجية الإسرائيلى "أفيجادور ليبرمان" أصدر توجيهاته باستدعاء سفير تركيا لدى إسرائيل إلى وزارة الخارجية وإبلاغه بالاحتجاج على بث التليفزيون التركى للشريط. وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" و"يديعوت أحرونوت" إن ليبرمان اعتبر بث الفيلم بأنه تحريض خطير للغاية ضد إسرائيل، تحت رعاية حكومة أنقرة، وأضاف أن أحداث الفيلم من وحى خيال مؤلف المسلسل، وأنه حتى الدول التى بينها عداء لا تبث مثل هذا الأمر. بينما ذكرت صحيفة "هاآرتس" أن الفيلم التركى يظهر صوراً لمعركة تدور بين جنود إسرائيليين وهم يطلقون النار على صدور الشبان والفتيات والنساء الذين لا يملكون سوى الحجر للدفاع عن أنفسهم، وفى مقطع آخر يصور المسلسل مشهداً مروعا لجندى إسرائيلى وهو ينظر نحو فتاة فلسطينية ويطلق النار على صدرها وهو يبتسم، إضافة إلى تصوير دبابة وهى تطلق النار على المواطنين الفلسطينيين العزل فى الشوارع. وأضافت الصحيفة أنه من جهة أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلى "إيهود باراك" الذى يزور بولندا حاليا أن العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وتركيا مستقرة وهامة للغاية، مبيناً أن أى نسيج علاقات يشهد المد والجزر أحياناً، وادعى أن المناورات الجوية المشتركة لإسرائيل وتركيا لم تلغ، وإنما تأجلت وأن تأجيلها لن يلحق الضرر بالعلاقات بين البلدين على المدى البعيد. ومن جهة أخرى أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن مصدرا عسكريا رفيعا فى وزارة الدفاع التركية صرح بأن أنقرة ستفرض غرامة مالية كبيرة بمبلغ يزيد عن ثلاثة ملايين دولار على إسرائيل، بسبب تأخيرها فى إمدادها بطائرات من دون طيار. وأضاف أن أنقرة ستتجه إلى المحكمة الدولية للتحكيم التجارى فى حال أن رفضت إسرائيل تسديد هذا المبلغ. وأضافت الصحيفة أنه من جهة أخرى قلل مصدر إسرائيلى كبير من فرص لعب تركيا فى يوم من الأيام دور الوسيط بينها وبين الفلسطينيين أو بين إسرائيل وسوريا، وذلك بسبب التحول الحاصل فى السياسة الخارجية التركية. وأضاف المصدر الإسرائيلى الذى لم تكشف عنه الصحيفة أن تركيا تضع علامة استفهام كبيرة حول احتمال ضمها إلى الاتحاد الأوروبى، وأنها تبرر معارضة الرئيس الفرنسى "نيكولا ساركوزى" والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" لضمها إلى أحضان الاتحاد الأوروبى.
