طائر مائى يعيش على شواطئ البحار والمحيطات إذا ذكرنا البحر.. يعنى طائر النورس.. أكثر الطيور وداعة وبراعة.. عرفته منذ نعومة أظفارى على شواطئ مدينة بورسعيد.. وتعلقت به بشدة.. جذب انتباهى بخفة وحركة وجماله. عندما أنتقل من مدينة بورسعيد إلى بور فؤاد أو العكس بواسطة المعدية التى تشق بنا مياه قناة السويس.. ترى جماعات طائر النورس تحلق حولنا وخلفنا كأنها تودعنا أو تقوم بتحياتنا! ذهاباً وعودة !! بينما نلقى لها بقطع من الخبز الصغيرة التى تلتقطها ببراعة من فوق سطح الماء!! حتى صار هناك ارتباط بين طائر النورس وبيننا فى بورسعيد. طائر النورس جذب انتباهى كثيراً فى كل مرة.. وهو يندفع بمهارة لالتقاط هذه اللقيمات فى جماعات.. بتقنية إلهية وبراعة غير عادية .. وبدون جهاز إنذار .. أو رادار.. لا تصطدم الآلاف منها ببعضها.. وهى تطير باندفاع شديد إلى أسفل أو إلى أعلى شمالاً.. أو يميناً.. أو تقف فى الهواء فى مكانها لفترة زمنية غير منظورة.. ولم أشاهد أو أرى حادثة واحدة بين طائر النورس خلال أربعين عاماًَ!! تمنيت فى كل مرة أن يتعلم منها رجال المرور فى "القاهرة" القنبلة الموقوتة أو الموت البطىء.. يتعلمون من طائر النورس تنظيم حركة المرور؟! كما سبق لرجال القوات المسلحة فى العالم أن تعلموا أصول القيادة من الطيور المهاجرة، وهى تطير خلف قائدها هناك مساعد للميمنة وآخر للميسرة.. كما تعلموا نظام الحراسة من "النحل" المنشآت النووية بالولايات المتحدةالأمريكية أثبت العلم أن أبرع الكائنات لحراسة المنشآت النووية بالولايات المتحدةالأمريكية طائر الإوز!! أما آخر ما عرفناه عن طائر النورس.. أنه يعيش بكثافة فى جزيرة "ميدواى" بالمحيط الباسفيك التى تبعد عن غرب اليابان بأربعة آلاف كيلو متر. ومن الغريب أن طائر النورس المحبوب البالغ الذى يعيش بشمال نيوزلندا "بلاد الطيور" يعشق قتل صغار حيوان "الفقمة" هذا الحيوان البحرى الثديى الوديع! ! إما الطامة الكبرى عندما اكتشف الباحثين على سواحل سان فرانسيسكو مئات من صغار طائر النورس ميتة.. وبالمتابعة والتحليل شاهدوا أنثى طائر النورس الوديعة هى التى تقتلهم.. خشية أن يشارك هؤلاء الصغار الغرباء صغارها فى طعامهم بعد أن تأخرت أمهاتهن فى رحلة العودة لإحضار الطعام لهم!! إن النورس غريب الأطوار.. يكره الظلام كراهية شديدة.. وحرارة الشمس الشديدة عكس طائر "الكيوى" وموطنة نيوزلندا "بلاد الطيور"، الذى يكره النهار ولا يظهر بغابات نيوزلندا إلا ليلاً!! أما الشىء المخزى فعلاً.. أن أحد المستثمرين الغربيين اشترى جزيرة معزولة تماماً.. اشتهرت بأنها ناصعة البياض معزولة عن العالم كله منذ آلاف السنين بالخليج.. كان العرب من أهل الخليج يعتقدون أن العفاريت تسكنها.. اشتراها المستثمر الغربى من إحدى الدول الخليجية النائمة.. المغيبة.. بعد كثرة المال.. فتركوا البحث والعمل للفلبينيين والهنود والبنجلاديش فأكثروا فيها الفساد. اشترى المستثمر الغربى الجزيرة المعزولة بالخليج منذ آلاف السنين لإقامة منتجع سياحى.. فجأة شاهد الناس من أهل الخليج بعد مرور السنوات لا مشروع سياحى أقامه المستثمر الأجنبى أو غيره على الجزيرة البيضاء وعلموا أن العفاريت لا تسمح بما يسمح به البشر من مهازل!! ليستيقظ شيوخ الخليج من نومهم كعادة العرب دائماً عندما اكتشفوا أن هذه الجزيرة ذات القمم غير الثلجية الناصعة البياض عبارة عن مناجم من الذهب الأبيض (مخلفات طائر النورس) عبر القرون.. أعظم من الذهب بل أعظم أنواع السماد الطبيعى فى العالم.. الذى قام المستثمر الغربى بتصدير كميات كبيرة منه فى صمت إلى جميع أنحاء العالم بينما عرب الخليج فى ملهاة... فى انتظار إيران لابتلاعهم.