على الرغم من عدم اتضاح موقف النقيب السابق جلال عارف حتى الآن من الترشيح على منصب النقيب، إلا أن علامات استفهام وأقاويل كثيرة تدور حوله أهمها أن عارف لم يرشح نفسه ولو لمرة واحدة أمام مكرم.... البعض يفسر هذا اللغز بأن "عارف" قطع عهدا على نفسه بألا يترشح أمام النقيب الحالى ك"عرفانا منه بالجميل" ل"مكرم"، الذى اختار له تلميذته فى دار الهلال الصحفية نجوان عبد اللطيف، لتصبح رفيقة طريقه بعد سنوات طويلة من العزوبية والوحدة، خاصة وأن نجوان تدين بالولاء لأستاذها مكرم محمد أحمد الذى تعلمت على يديه الكثير داخل الساحة الصحفية. فى حين استبعد البعض الآخر وعلى رأسهم كارم محمود عضو مجلس النقابة السابق، هذا الرأى مؤكدا على أن الظروف المحيطة بالانتخابات هى التى منعت بالصدفة "عارف" من الترشح أمام مكرم، وهذه الظروف التى أكد عليها عدد آخر من الصحفيين ترجع بدايتها إلى المرة الأولى التى ترشح فيها "مكرم" كنقيب للصحفيين فى عام 1989، حيث كان "عارف" ينوى الترشيح خاصة وأنه استطاع فى الانتخابات السابقة ان يقترب من مقعد النقيب أمام إبراهيم نافع، إلا أن رغبة كامل زهيرى النقيب الأسبق فى الترشيح أمام مكرم دفعت "عارف" إلى عدم الترشيح استجابة لرغبة "الزهيرى" . وحسمت النتيجة لصالح "مكرم"، الذى رشح نفسه لدورة ثانية فى انتخابات 1991 وكانت لدى عارف آنذاك رغبة بأن يرشح نفسه أمامه، لكن مكرم استطاع خلال هذه الدورة أن يستقطب عددا من رموز تيار الاستقلال وهو ما جعل جلال يغير وجهة نظره لأنه لا يحب أن يخوض معركة انتخابية خلافية معتمدا على تيار غير متوحد الصفوف حتى لا يضرب فى مقتل، الأمر الذى أدى إلى اختيار حسين عبد الرازق كممثل للتيار بدلا منه. وفى انتخابات 1997 تجددت نفس السيناريوهات واستطاع النقيب الحالى أن يستقطب عددا كبيرا من الصحفيين ومنهم أصدقاء مقربون لعارف، وفى هذه الفترة تزوج عارف من تلميذة مكرم مما دفع بعض الصحفيين للاعتقاد بأنه لم يرشح نفسه لهذا السبب. وعندما رشح عارف نفسه لانتخابات 2003 أعلن مكرم عدم ترشيحه واستطاع عارف أن يستعيد صفوف التيار مرة أخرى، وبالفعل خاض الانتخابات وفاز بها. ولكن بعد أن انتهت مدة رئاسته للنقابة، وعدم قدرته على الترشيح لاستكماله دورتين متتاليتين، أصيب تيار الاستقلال بحالة من الانقسام وهو ما أدى لخسارة مرشحهم رجائى الميرغنى أمام مكرم. والسؤال الذى يفرض نفسه حاليا هو هل يخرج عارف عن صمته ويفاجئ الصحفيين بالترشيح أمام مكرم ولو لمرة واحدة أم يفضل عدم مواجهته إلى الأبد ؟