من منا لا يعرف الدكتور مصطفى محمود ؟! فالعديد منا قد تتلمذ على أيدى الدكتور مصطفى محمود بالفطرة وتكاد تكون تأملاتنا الأولى على أيدى ذلك الرجل العظيم من خلال حلقات برنامج (العلم والإيمان) التى كانت تذاع على شاشاتنا المصرية، وما كان يحمله ذلك الرجل من بساطه فى بث أفكاره لتصل إلى الصغير قبل الكبير، فإن العالم الجليل مصطفى محمود صدر له العديد من الكتب وصلت إلى 89 كتابا فى جميع الاتجاهات ما بين العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة. وأنشأ عام 1979 مسجده فى القاهرة المعروف ب "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوى الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية. ويأتى مرض الدكتور مصطفى محمود ليحاصره منذ ما يقرب الأسبوعين والمدهش جدا أنه لم تهتم أى وسيلة إعلامية بأن تغطى ذلك الحدث الذى يعتبر مدويا فى عالمنا العربى والمعروف أن الدكتور لم يخصص له أو لأبنائه أى شىء من مدخوله، حيث إن الدخل كاملا من أعماله ونشاطاته يذهب إلى وجه الله تعالى، حيث ذكر أيضا أن الدكتور مصطفى محمود قد فقد نظره فى الأسبوع الأخير بعد أن دخلت مرحلة فقدان الوعى، المثير للجدل بصدق أنه عندما ذهبت إحدى الكاتبات لوزير الثقافة السيد الموقر فاروق حسنى رد بكل استهزاء وسخرية وقال ( الراجل ميت ,, بيودع) شكرا أيها الوزير فأنت لا تستحق أن أذكرك بسيدى الوزير فيكفيك لقب الوزير فسيدى فى تلك الحالة احتراما فقط هو ذلك العالم الجليل الذى أعطى ولم يأخذ، السؤال هنا لو كان المريض المطالب بعلاجه إحدى الممثلات أو إحدى الراقصات المحترمات ماذا ستكون الإجابة؟ بالطبع على أول طائرة وعلى أفضل مستشفى فى العالم. للأسف وصل الفساد والانحدار أن نقتل علمائنا أن نترك الموت يصرع لحظاتهم الأخيرة حتى دون مؤازرة دون رحمة أو سؤال، هل ذلك هو جزاء دكتور مصطفى محمود ؟ هل وصل الأمر فى عالمنا الآن أن نتجاهل العلم ونقتل من شيده يوما ؟ لا أعلم حقا أيها السادة ماذا أقول؟ ولكن فاض الكيل وعذرا سيدى الدكتور مصطفى محمود فأنت ستظل رجل العلم والنور فى قلبى وقلوب الكثيرين ستظل القدوة لنا جميعا مفكرين وكتاب وعلماء. عذرا دكتور مصطفى محمود.