9 آلاف متر مكعب من المخلفات الخطيرة فى مياه النيل والمصارف يلقى مصنع السكر فى أبوقرقاص يوميا أكثر من 9 آلاف متر مكعب من المخلفات الخطيرة فى مياه النيل، تمتد لتروى على طول المصرف ما يقرب من 100 ألف فدان لعدم توفر مياه الرى الصالحة للاستخدام فى تلك المنطقة. وتتصاعد السحابة السوداء والأدخنة المشبعة بالأزوت لتغطى سماء المنطقة ويتنفسها حوالى 10 آلاف مواطن فى القرى المجاورة للمصنع مثل «منشية الفكرية وعزبة صالح باشا وعزبة عزوز». الأطفال وكبار السن يعانون من أمراض الصدر، رغم مئات الشكاوى التى تقدم بها المواطنون بأبو قرقاص لنقل المصنع أو إيجاد حل للأدخنة دون جدوى. يقول سمير محمد سليم، عضو مجلس محلى سابق، إن المصنع يمثل خطراً كبيراً على الأهالى خاصة فى موسم عصير القصب، الذى أوشك على البدء حيث تغطى السحابة السوداء المحملة بالأدخنة السامة لفترات طويلة، وتصيبنا بضيق فى التنفس والأمراض الصدرية المختلفة، التى تدفعنا إلى غلق النوافذ و الأبواب، و رغم كل ما نفعله تخترق الأدخنة والمازوت النوافذ لنجدها على المفروشات والملابس. ويؤكد جمال إبراهيم أن المشكلة تفاقمت بعد أن أضيفت إلينا مأساة مخلفات البنجر التى تلقى أيضاً فى المصرف، مما يجعله بيئة مناسبة لتوطن الناموس ناقل العدوى و لا تصلح معه أى مضادات نظراً لضخامة أحجامه، بالإضافة إلى أننا نعيش أياما قاتمة فى عصير البنجر حيث يغطى الرماد مركز أبوقرقاص كله مما يصيب المواطنين بحالة أشبه بالجرب المؤقت. وأكد الدكتور حمدى الصغير، إخصائى الأنف والأذن والحنجرة بالمنيا، أن جميع الحالات التى ترد إليه تكون مصابة بمقدمات التهابات شديدة بالقصبة الهوائية وانسداد واضح بالحنجرة نتيجة تعرضهم للدخان الشديد المختلط بثانى أكسيد الكربون والمواد السامة الناتجة عن حرق المخلفات و تؤدى للإصابة بأمراض سرطانية، موضحا أن أكثر المصابين من الأطفال والشيوخ. أحد المسئولين بالمصنع من أبناء المنطقة قال إن كل المحاضر التى تقيد ضد المصنع لعدم مطابقة العينات التى يتم أخذها شهريا بمعرفة البيئة والصحة مجرد حبر على ورق، ولا يتم تنفيذها بحجة الأمن القومى، موضحاً أن نقص الإمكانيات هو أشد العوائق التى تقف أمام عملية تحويل مجرى المصرف أو إلغائه فى الوقت الذى ترصد فيه ملايين الجنيهات للصرف على علاج مرضى الفشل الكلوى والتلوث. كما أكد استحالة نقل المصنع إلى مكان آخر لأن تكلفة النقل تعادل إنشاء مصنع جديد.