تنتظر دمشق نتائج زيارة فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السورى، لواشنطن، والتى أجرى خلالها محادثات مع نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جاك ليو ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفرى فيلتمان، حيث أكد مصدر دبلوماسى سورى لليوم السابع أن زيارة المقداد لواشنطن بحثت بالدرجة الأولى مسألة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، حيث من المتوقع أن تتجاوب أمريكا مع طلب سوريا برفعها، كما تتناول الزيارة وبشكل أساسى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكمال الحوار بينهما، والذى بدأ منذ تولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما الحكم. وكانت أمريكا قد أبدت مرونة تجاه رفع العقوبات عن سوريا، فى يوليو الماضى والتى كانت مفروضة من قبل الإدارة السابقة برئاسة جورج بوش فى 2004. وأشار المصدر الدبلوماسى إلى أن الخلاف الذى نشب مؤخرا بين دمشق وبغداد على خلفية تفجيرات "الأربعاء الأسود" وتبادل سحب السفراء، ستكون قضية من القضايا المطروحة على أجندة المباحثات ولكنها ليست الأساسية، وأوضح المصدر أن الموقف السورى بعدم تسليم عراقيين على خلفيات سياسية ودون إثبات تورطهم جنائيا ثابت ولن يتغير. ومن جانبه أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان السورى سليمان حداد فى اتصال هاتفى لليوم السابع، أن سوريا تؤمن بالحوار، وتأتى زيارة المقداد لواشنطن بناء على دعوة رسمية عقب العديد من الزيارات لمسئولين أمريكيين لدمشق، لافتا إلى أن أهمية هذه اللقاءات، أنها تأتى فى إطار إقناع أمريكا بالموقف السورى الثابت تجاه قضاياها وقضايا المنطقة، موضحا أن هناك خطوات أمريكية إيجابية تجاه سوريا سواء المتمثلة فى تخفيف العقوبات المفروضة عليها أو قرارها بإرسال سفير أمريكى لدمشق، حيث أكد أن هذا سيتم فى القريب العاجل. وأشار حداد إلى أن سوريا كان لديها خلاف مع الإدارة الأمريكية وهى حريصة الآن على الحوار البناء، وأنه من الهام جدا أن تقتنع الإدارة الأمريكية بالثوابت السورية وأن يكون لها موقف داعم لدمشق والشرعية ومرجعيات السلام ومدريد وأوسلو. وتأتى هذه الزيارة فى الوقت الذى أطلق فيه مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفرى فيلتمان تصريحات عن أن بلاده تريد أن ترى مسار سلام سورى-إسرائيلى قريبا، وأنها تتحدث مع الطرفين حول كيفية التوصل إلى طريقة مقبولة لبدء المفاوضات بطريقة ترضى الطرفين. وكشف فيلتمان أن مسئولين أمريكيين وسوريين بحثوا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة دورا أمريكيا فى المسار السورى، لافتا إلى أنه آن الأوان للعودة إلى طاولة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورغم ذلك، الا أن حداد أكد على عدم تفاؤل السوريين بتجديد مسار المفاوضات مع اسرائيل وذلك بعد موقف حكومة نتنياهو المتشدد باختيار الأستيطان بدلا من السلام، لافتا إلى أن الرئيس السورى بشار الأسد عبر عن موقف دمشق سابقا بجمله "نحن نريد سلام ولكن السلام يحتاج إلى طرفين ولا يوجد طرف آخر". ويذكر أن هذه الزيارة تأتى فى الوقت الذى يعقد فيه مستشارو رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع، مباحثات فى واشنطن مع المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل وطاقم معاونيه. وفى إطار تحركات واشنطن تجاه إحياء المفاوضات على المسار السورى والفلسطينى، كما سيقوم ميتشل بزيارة للمنطقة الأسبوع المقبل.