قال الدكتور خالد فهمى وزير الدولة لشئون البيئة السابق، رئيس المركز الديموجرافى بوزارة التخطيط، إن مشروع توصيل البحر الأحمر بالبحر الميت الذى ترغب إسرائيل إقامته بالتعاون مع الأردن، سوف يؤثر سلباً على الشواطئ المصرية، فضلاً عن تأثيره فى مسار هجرة الطيور، مؤكداً أنه قد يتسبب فى زيادة الحشرات، مما يؤدى إلى سرعة انتشار الأمراض. وأشار "فهمى" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أنه سينتج عن ربط البحرين سريان ضخم للمياه من البحر الأحمر للبحر الميت عبر خليج العقبة والتى يمكن أن تؤثر وبشكل سلبى على خط الشاطئ والاستثمارات السياحية فى مصر، فضلاً عن تأثر الشعاب المرجانية بفعل سريان المياه. وأضاف أن هناك أثرا زلزاليا سينجم عن مشروع توصيل البحر الأحمر بالبحر الميت، حيث تتميز منطقة شمال خليج العقبة بموقعها الجيولوجى والتكتونى المتميز ويرجع ذلك إلى الحركات النسبية بين الصفائح الطبقية الأرضية، مما ينتج عن تلك الحركات تراكم للطاقة، مما يؤدى إلى حدوث زلزل مدمرة. وطالب "فهمى" بضرورة مراجعة وتحليل البيانات والمعلومات والأبحاث الحالية المتعلقة بالموقع الجيولوجى لمنطقة مشروع قناة توصيل البحر الأحمر بالبحر الميت والمناطق المجاورة فى مصر، وبخاصة خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء وخط شاطئ البحر الأحمر فى الصحراء الشرقية، حيث أشارت الدراسات الجيولوجية والتكتونية إلى أن منطقة مشروع قناة توصيل البحر الأحمر بالبحر الميت تعتبر جزءًا من أحد الأحزمة النشطة للتشوه على الأرض وتقع المنطقة على طول نظام تصدع البحر الميت DSFS. Dead Sea Fault System وتشير وثائق التسجيلات التاريخية إلى حدوث زلازل كبيرة مدمرة، وقد تركزت التسجيلات الزلزالية بنظام على مدى الخمسة عشرة عاما الماضية فى الجنوب وبخاصة فى خليج العقبة. وأوضح أن موقع المشروع بوادى عربة Arava يشكل جزءًا من منطقة الزلازل النشطة نسبياً بالأخدود (الصدع) الأفريقى السورى، وإنشاء قناة بمياه البحر بوادى عربة سريع التبخر من المحتمل أن يؤدى إلى زيادة مخاطر الزلازل من وجهة نظر علم الزلازل، كما سيتم تطوير استخدام الأراضى بتكثيف الزراعة حول منطقة البحر والبحيرات (المسطحات المائية) التى تم تشكيلها والتى يمكن أن تؤدى إلى تلوث الجداول المائية وجزء من خزانات المياه العذبة عن طريق زيادة الارتشاح والتسرب من ربط البحرين الأحمر والميت. وطالب "فهمى" بضرورة عمل المسح الجيوفيزيائى، إعداد خرائط لخزانات المياه الجوفية المحلية وسطح المياه الأرضية، والتقييم السنوى لتغيير المناخ المحلى، بسبب تغيير استخدام الأراضى، مؤكدا أنه قد يزداد تعرض المنطقة لمخاطر الزلازل بعد تنفيذ المشروع طبقا لنظرية الخزانات المثيرة والمحفزة للزلازل RIS))Reservoir Induced Seismicity والتى تعتمد عليها الجماعات المعارضة للاستشهاد بأن الخزانات والسدود هى التى تتسبب فى حدوث الزلازل فى العديد من المناطق حول العالم. وأوضح أنه يمكن انتقال الطاقة الزلزالية على طول DSFS من منطقة البحر الميت إلى الدول الواقعة على الحدود، ومن بينها مصر، مما قد ينتج عنه تعرض المرافق المحلية والبنية الأساسية وبخاصة بشبه جزيرة سيناء والخط الساحلى للبحر الأحمر إلى التدهور والتدمير.