استطاعت شخصية "سيد أبو حفيظة" أن تطغى على شخصية صاحبها المذيع أكرم حسنى، كما استطاعت أن تحقق انتشار واسع وشهرة أوسع، وذلك منذ نشرة "الخامسة والعشرون" التى بدأ بها سيد أبو حفيظة مشواره الإعلامى على شاشات التليفزيون، مرورا ببرنامج "الكابوس" والذى يذاع حاليا على قناة موجة كوميدى. منذ بدأ سيد أبو حفيظة نشرته الساخرة "الخامسة والعشرون" ونحن نرى رجلا أصلع الشعر يرتدى نظارة طبية غليظة العدسات تدل على الضعف الشديد فى بصر صاحبها، هذا الرجل الذى يضع منديلا على رقبته منعا لوصول العرق إلى ياقة قميصه، ورغم الشكل الجيد للشخصية والمضمون الجيد لحديثها، إلا أننا افتقدنا مذيع النشرة نفسه والذى بدا ك"جثمان يتحدث".. جثمان ثابت لا يتحرك.. رأس يتدلى من الحين إلى الآخر لقراءة الخبر ثم ترتفع مرة أخرى لتنظر إلى الكاميرا من خلف عدسات النظارة التى لا تُظهر عيون صاحبها.. صوت ذات نبرة واحدة لا تتفاعل مع الأحداث التى يطلقها عبر لسانه بشكل كاف. ورغم ذلك استطاع البرنامج أن يحقق انتشار كبيرا نظرا للشكل الجديد الذى لم يظهر بأى برامج أخرى من قبل، وهو ما اعتبره القائمون عليه نجاحا لا بد من استثماره فكانت فكرة تقدم برنامج "الكابوس" بعد تقديم الفنان عمرو دياب برنامجه "الحلم" الذى قدم فيه سيرته الذاتية، حيث يعد هذا الاقتباس استغلالا واضحا وجليا لنجاح برنامج " الحلم " أولا، وللشعبية المرعبة للفنان عمرو دياب ثانيا، ولوجود فكرة جاهزة للتنفيذ ثالثا، وللاستفادة من المقارنة التى ستحدث بين البرنامجين رابعا، إضافة إلى ضمان فريق عمل البرنامج تحقيق شهرة واسعة للبرنامج من انتظار المشاهدين لبرنامجهم الذى سيسخر من برنامج الفنان عمرو دياب شخصيا. المفاجأة التى لم يكن المذيع أكرم حسنى أو "أبو حفيظة" يتوقعها، والتى تأتى فى المقام الثانى بعد المضمون التافه للبرنامج هى التى تحققت بعد عرض برنامج "الكابوس" والتى نتج عنها فضح الأداء التمثيلى السيئ والمنعدم لدى "أبو حفيظة"، حيث اتضح ذلك بعد استضافة البرنامج لأصدقاء "أبو حفيظة" القدامى للاستعانة بشهاداتهم فى البرنامج كما فعل الفنان عمرو دياب، وفى برنامج "الكابوس" كانت الاستعانة بعدد متنوع من الممثلين والمطربين والنقاد والصحفيين وغيرهم، إضافة إلى عدد من الممثلين الجدد والموهوبين الذين قاموا بتأدية أدوار لشخصيات خيالية مثل صديق أبو حفيظة وطبيبه النفسى وغيرها من الشخصيات التى من المفترض أنها صاحبت أبو حفيظة منذ صغره، وطغت قدرتهم التمثيلية على "سيد أبو حفيظة" الذى ظهر بنفس الملامح والسمات التى ظهر بها فى برنامجه السابق "الخامسة والعشرون"، ورغم محاولته لاقتباس طريقة عمرو دياب فى الجلوس والتحدث والإشارة بيده وغيرها، إلا أنه ظل كما هو "جثمان يتحدث".