واصل عمال شركة النصر لتجفيف الحاصلات الزراعية، اليوم السبت، اعتصامهم فى مقر الشركة، بسبب عدم صرف رواتبهم منذ شهر إبريل الماضى حتى الآن، ولفت العمال إلى أن السبب فى تأخر رواتبهم هو خصخصة الشركة، وتساءل عمال الشركة الذين يقدرون بنحو 4000 عامل: "من أين نأتى بقوت يومنا؟، وكيف نحصل على متطلبات أسرنا وأبنائنا؟". "اليوم السابع" انتقلت إلى مقر اعتصام العمال، لتكشف مأساتهم، وبدموع باكية قال محمد شاهين محمد، الذى يعمل فى فرع الشركة بالإسكندرية: "بقالى 22 سنة شغال فى الشركة، وبقالى أكثر من 7 شهور مقبضتش مرتبى، طب أصرف على عيالى من فين وأعمل إيه طيب؟". مأساة العمال الذين اتخذوا من مقر الشركة الرئيسى شارع معروف بوسط البلد، مكاناً لاعتصامهم، تتلخص فى عدم وجود أى مصدر دخل لهم، سوى عملهم بهذه الشركة، بينما يروى أحمد على علوان، والذى يعمل بالشركة منذ أكثر من 20 عاما، وتم بتر ذراعه أثناء عمله فى الشركة، ورفضت إدارة الشركة، إعطاءه أى تعويض، مأساته مثل باقى العمال، مشيرا إلى إصابته بالسكر بسبب المعاناة التى لاقها من عمله بالشركة. فيما أكد عباس محمود حسين، المحاسب بشركة النصر لتجفيف الحاصلات الزراعية، أن: "اعتصام العمال بالشركة سببه عدم صرف الرواتب للعاملين بفروع الشركة على مستوى الجمهورية، والتى يبلغ عددها 5 أفرع، بعد أن تم إغلاق فرعين آخرين بخلاف المخازن والإدارات". وأضاف حسين أن عدم صرف رواتب العمال يأتى فى إطار توقف المصانع لعدم التوافر فى السيولة، مضيفاً: "إحنا لينا أسر بينصرف عليها، وملناش دخل آخر سوى من عملنا بهذا المصنع". فيما قال يسرى عبد الرحمن أمين مخازن بالشركة: "مع العلم أن شركاتنا كانت تابعة للقطاع العام، وكانت من أولى الشركات فى مجال تجفيف الحاصلات الزراعية، وإنتاج وتصدير البصل المجفف فى جميع دول العالم، إلى أنه تمت خصخصة الشركة فى عام 1997، فأصبحت شركة مساهمة". وأكد جمال على غنيم، ملاحظ جودة بالشركة، فرع كفر الدوار، أن أحد مخازن الشركة، تم بيعه بمقابل 36 مليون جنيه، ولم يحصل العمال، المساهمين فى الشركة، على أى مقابل، لافتا إلى أن العمال رفعوا قضية على صاحب المصنع، بسبب عدم حصولهم على أى مقابل مادى، ما أدى إلى أن يقوم صاحب الشركة، بوقف رواتب العاملين، عقابا لهم، ومساومة منه على أن يتنازلوا عن القضية. وفى الأثناء، رفع العمال لافتات تعبر عن استغاثتهم للحكومة، من جشع المستثمرين وظلمهم، وتساءل يسرى عبد الحى، أمين مخازن قطع الغيار بالشركة: "لماذا لا يتم محاسبة المسئولين السابقين الذين فرطوا فى شركة وطنية لتجفيف الحاصلات الزراعية؟"، مؤكداً أن الشركة كانت توفر العملة الصعبة للدولة. وشدد العمال على أنهم مستمرون فى الاعتصام حتى تقوم إدارة الشركة بتنفيذ مطالبهم، وإعادة مميزاتهم السابقة التى كانوا يحصلون عليها، فضلاً عن تقاضى رواتبهم المتأخرة. ولفت محمد السيد السرساوى، إلى أنه معتصم فى الشركة منذ أسبوعين، وينام على "البلاط"، مؤكداً تجاهل صاحب الشركة لمطالبهم، ومساومتهم على رواتبهم، مقابل التنازل عن قضية "اتحاد ملاك العاملين"، التى رفعها العمال على صاحب الشركة، بعد بيعه أحد مخازن الشركة بمبلغ 36 مليون جنيه، دون أن يحصل العاملون على نسبة ال 10% التى يمنحها لهم القانون كمساهمين. فيما أوضح أحمد عبد الفتاح محمود، سائق بالشركة، أن خصخصة شركتهم جاءت لتقضى على الأخضر واليابس، مشيراً إلى أن كثير من العمال مقترضين من البنوك أموال بضمان رواتبهم، إلا أن توقف الشركة عن صرف الرواتب، جعل البنك يقاضى هؤلاء العمال، وتابع: "أنا عندى بنتين على وش جواز مش عارف أدخل البيت بسبب قلة الفلوس".