الونش يتحدث عن.. موعد عودته من الإصابة.. السوبر الأفريقي.. وانسحاب الزمالك من القمة    متحدث الوفد: فيديو "صفقة الآثار" لم يثبت تصويره داخل الحزب وسيتم التحقيق في الواقعة    بعد انخفاضها 30%.. قائمة أسعار الأجهزة الكهربائية اليوم في الأسواق (الغسالة تبدأ من 4000 جنيه)    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    الدولة تخطت أزمة النقد الأجنبي.. رئيس الوزراء: اقتصادنا قادر على تحمل الصدمات    إزالة 201 مخالفة إشغال طريق في كفر الدوار بالبحيرة    عبد الهادي القصبي: النواب من الشعب ويعيشون مشكلاته.. والتحديات العالمية الضخمة أثرت على المواطن    لماذا سحب البنك المركزي تريليون جنيه من البنوك؟ خبير يكشف التفاصيل    أوكرانيا: تسلمنا دفعة جديدة من المساعدات العسكرية الألمانية    خبير شؤون أوروبية: الغرب سيدفع ثمن دعم إسرائيل    بعد ارتفاعه 750 جنيها.. خطوات استخراج جواز سفر مستعجل من المنزل إلكترونيا (تفاصيل)    ميدو: تلميحات دعبس عن أحمد رفعت غير مقبولة.. أين إنسانيتكم؟    ميدو: أزمة أحمد رفعت مست جميع المصريين.. ويجب تشكيل لجنة من جهة رقابية    عصام عبد الفتاح: الأهلى محق فى طلب حكام أجانب هذه الفترة والأخطاء كثيرة    "بلاش خروج"... الأرصاد تكشف حالة الطقس في مصر خلال الساعات المقبلة..تصل ل48    3 قرارات من النيابة حول واقعة حرق زوج لزوجته بعد إفشاء زواجهما السري    مروة صبري تثير الجدل: «شيرين عبدالوهاب دمرت حسام حبيب» (فيديو)    عماد زيادة: مسلسل «نعمة الأفوكاتو» نقلة كبيرة في مشواري الفني (فيديو)    رئيس حزب التجمع: بيان الحكومة أمام مجلس النواب عربون محبة للشعب    طائرة يونايتد إيرلاينز تفقد عجلة رئيسية بعد إقلاعها في تكرار لحادث مارس الماضي    اليابان والفلبين تعارضان محاولات تغيير الوضع الراهن في المنطقة    السلطات الموريتانية تعلن الإفراج عن جميع المعتقلين خلال أحداث الشغب الأخيرة بالبلاد    إعلام عبري: نتنياهو ينتقد المتحدث باسم الجيش بعد تصريحاته عن حماس    سكرتارية طبية وملابس جاهزة.. محافظ الوادي الجديد يعتمد الحد الأدنى للقبول بفصول التعليم المزدوج    عضو "الأمن القومي بالنواب": المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في عهد الرئيس السيسي    عمرو خليل: الحكومة تعهدت في برنامجها بالاهتمام بملف بناء الإنسان    طاقة النواب توجه رسالة للمصريين بشأن حقل ظهر وتكشف موقفها من خطة تخفيف الأحمال (فيديو)    مصدر من رابطة الأندية ل في الجول: خاطبنا استاد القاهرة لتأجيل غلقه للصيانة    منتخب مصر يرفع رصيده ل 28 ميدالية في البطولة العربية لألعاب القوى    اليوم.. أولى جلسات استئناف حسين الشحات بواقعة التعدي على محمد الشيبي    المنتخب الأوليمبي «كامل العدد».. والأجواء الإيجابية تسيطر على اللاعبين    ما حقيقة وقف استيراد سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة؟ شعبة السيارات تجيب    جامعة الزقازيق تحقق المركز ال28 عالميا والأول محليا ضمن تصنيف الابتكار لفئة المسؤولية الاجتماعية لعام 2024    "خلاف على وجبة طعام ".. شاب يدفع زميله من أعلى صبة خرسانية بأكتوبر    انتداب الأدلة الجنائية لمعاينة حريق كافية ب 6 أكتوبر    دفن جثة شخص عثر عليه أعلى مزلقان السكة الحديد بالعياط    انتشال جثة غريق والبحث عن آخر بأطفيح    مصرع وإصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق القاهرة - الإسكندرية    كيفية الحصول على نتائج الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول برقم الجلوس عبر الإنترنت    وزير الشئون النيابية: برنامج الحكومة الجديدة متكامل وتناول كافة القطاعات    الدفاع الروسية تنفي المزاعم الأوكرانية بقصف أهداف مدنية في كييف    البيت الأبيض: هناك فجوات بين حماس وإسرائيل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار    سمير الفيل يحصد جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية 2024    مي عمر تظهر ب "شورت" ورنا رئيس بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    وائل جسار عن أسماء جلال: زوجتي قالت لي ممكن تجيبها ضرة (فيديو)    خالد عمران: الصلاة على النبي تقبل حتى ولو من منافق    إسلام الكتاتني ل"الشاهد": استعراض القوة كان هدف الإخوان والسلفيين في 2011    أخبار 24 ساعة.. التعليم:امتحان اللغة الثانية للثانوية مكفوفين سار دون مشكلات    أمانة المراكز الطبية بوزارة الصحة تجدد الثقة فى مديرة مركز أورام أسوان    كشف وعلاج ب10 جنيهات.. الصحة توضح ضوابط صرف الأدوية بالعيادات الصباحية    بالفيديو| أمين الفتوى: رؤيا النبي في المنام تثبيت للعباد والأولياء على الطريق الصحيح    دار الإفتاء تعلن موعد يوم عاشوراء وحكم صيامه مع تاسوعاء وثوابهما    هل الحسد والسحر ابتلاء؟.. أمين الفتوى يجيب.. فيديو    محافظ الدقهلية يوجه بتوزيع زهور المهنئين له بتوليه منصبه على المستشفيات    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد القافلة الطبية بالمحسمة فى يومها الأول    لطلاب الدبلومات والمعاهد الفنية.. كل ما تريد معرفته عن معادلة كلية تجارة 2024    هل تكون الزوجة لزوجها في الجنة؟ أسامة قابيل يوضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8-7-2024 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاج مرضى إسرائيل بسرقة أعضاء فقراء مصر
عصابة 6 أكتوبر تكشف عن شبكة إسرائيلية للاتجار فى الأعضاء البشرية بين القاهرة وعمان وتل أبيب
نشر في اليوم السابع يوم 17 - 09 - 2009

لم يخطر فى ذهن أحمد جودت الملط، مدير نيابة أول أكتوبر، خلال تحقيقه مع أعضاء العصابة الأردنية الذين تم إلقاء القبض عليهم الأسبوع الماضى بتهمة الاتجار فى الأعضاء البشرية هذا السؤال «س: ما هى علاقتكم بإسرائيل؟».. والرجل معذور فالسؤال يبدو بعيداً عن موضوع القضية إذا ما تناولناها منفصلة عن سلسلة أعمال إجرامية كُشف عنها مؤخراً فى عدة دول حول العالم، فكثير من الدلائل بالإضافة إلى بعض الأسئلة المنطقية تشير إلى أنها جزء من أمر أكبر بكثير من مجرد فقراء أردنيين دفعهم فقرهم لبيع «قطع من أجسادهم».
لتكن نقطة البداية من «العصابة» الأردنية التى تم الكشف عنها فى القاهرة.. والتى من الخطأ وصفها «بالعصابة»، ف«الشبكة الإجرامية الدولية» هو التوصيف الأدق لها، بحسب تعريف خبراء القانون.
المفاجأة فى هذه القضية أن المصريين لم يلعبوا بها أى أدوار رئيسية - رغم أن تنفيذ عمليات البيع على مدار أكثر من عامين كان بالقاهرة ومصر كانت مجرد «مقر» لتنفيذ عملية البيع، ونقطة التقاء بين الأطراف الثلاثة السمسار والبائع والمشترى، الأمر الثانى هو جنسية الأشخاص محل تلك الصفقات فهم وإن كانوا يحملون جوازات سفر أردنية، لكن أغلبهم من اللاجئين الفلسطينيين فى الأردن والمجنسين بجنسيته.
أفراد الشبكة الذين ألقى القبض عليهم فى مصر ليسوا هم جميع أعضاء ذلك التشكيل الإجرامى فاعترافاتهم تشير إلى أن هناك أفرادا آخرين لم يتم القبض عليهم. فالأنشطة المختلفة للشبكة متواجدة بثلاث مناطق «دول الخليج، الأردن، مصر»، وهو ما يجعل من المنطقى أن يكون لها ممثلوها فى عدد كبير من الدول الخليجية، وهؤلاء مهمتهم البحث عن المشترى ثم يحددون احتياجاته من «قطع الغيار البشرية»، ويرسلون «الطلبية» لأعضاء الشبكة بالأردن، التى يتواجد بها الراغبون فى بيع قطع من أجسادهم، وهؤلاء دورهم البحث عن البائع المناسب ، الذى يطلق عليه المتبرع، والاتفاق معه على السعر، حتى نصل إلى دور «فرع» الشبكة فى القاهرة.
ما سبق يفرض علينا أسئلة عديدة: لماذا الأردن دون غيرها من البلاد العربية؟ لماذا الشباب الأردنى من أصل فلسطينى تحديدا؟ مع أنه توجد دول عربية كثيرة تعيش ظروفا اقتصادية أسوأ عشرات المرات منها، ربما نجد إجابة مقنعة إذا طرحنا على أنفسنا هذا السؤال «من هو الأكثر تورطا فى هذه التجارة، والأكثر قرباً من مصر والأردن والذى يستهدف الفلسطينيين وثبت تورطه فى تجارة أعضائهم؟ أليست إسرائيل؟».
السبب الذى يثير الشبهات حول الإسرائيليين قصة أخرى لشبكة إسرائيلية تتاجر فى أعضاء بشرية لم يعرف مصدرها حتى الآن، ولا يفسرها سوى أن تكون «الشبكة» الأردنية سالفة الذكر جزءا منها، والميل إلى ذلك الربط يدفعنا إليه زعيم الشبكة بالقاهرة وسنعود لما قاله بعد أن نتحدث عما أطلقت عليه وسائل الإعلام الأمريكية «قضية الفساد الكبرى».
المصادفة وحدها هى التى قادت المباحث الفيدرالية نهاية يوليو الماضى للقبض على «تنظيم نيوجيرسى»، فمنذ 10 سنوات اعتقل إسرائيلى متورط فى عملية «بسيطة» للاحتيال على المصارف، واكتُشف أنه عضو فى شبكة إجرامية إسرائيلية، وبعد صفقة بينه وبين الFBI، أفرج عنه مقابل أن يتحول إلى «مخبر»، حتى نجحت ال FBI فى الإيقاع بجميع أفراد الشبكة فى أمريكا، والتى اتضح أنها متخصصة فى عدة أنشطة إجرامية، على رأسها «الاتجار فى الأعضاء البشرية»، أما قيادات «الشبكة» فهم حاخامات يهود، ثبت أنهم جزء من شبكة دولية، يلعبون فيها دور همزة الوصل بين فرع «الشبكة» فى أمريكا، ومقر الإدارة الرئيسية لها الذى ثبت أنه «إسرائيل».
المعلومات قادت الFBI للكشف عن أن «تنظيم نيوجيرسى» جزء من شبكة أكبر تغطى العالم كله، وتم تحديد فروعها ودور كل منها كالتالى: الولايات المتحدة متمثلة فى مدينة نيوجيرسى ومنها تدار أنشطتها فى أمريكا كلها، وسويسرا لإدارة الأنشطة فى أوروبا، وإسرائيل الإدارة الرئيسية. إلى هنا وصلت التحقيقات الأمريكية لأقصى ما استطاعت، وبقى أمامها لغز لم تستطع حله.. «من أين حصلت الشبكة على الأعضاء البشرية التى تاجرت فيها؟».
لم تتوافر سوى معلومات متناثرة عن أسر يمنية تتهم «تنظيم نيوجيرسى» بخطف أبنائها إلى أمريكا وسرقة أعضائهم، وهو ما جعل الاحتمالات تقود إلى المكان المتبقى الذى لم يحدد طبيعة نشاط «الشبكة» فيه وهو «الشرق الأوسط»، ومن هنا نعود إلى تصريحات زعيم «الشبكة» الأردنية فى القاهرة حمزة عبدالمطلب، لجريدة الشروق والتى قال فيها «فقراء الأردن يبحثون عن العصابات الدولية لبيع الكلى ويتم الاتفاق على تنفيذ العملية خارج الأردن فى إسرائيل أو مصر»، مؤكداً أن «أسعار عمليات نقل الأعضاء فى إسرائيل أرخص بكثير عن مصر»، مشيراً إلى أن التجار الدوليين فى الغالب يختارون «الفلسطينيين من سكان مخيم البقعة»، حمزة بدا من كلامه أنه يعلم جيداً كيف تسير تلك التجارة فى إسرائيل خاصة عندما أضاف: «فى إسرائيل عمليات نقل الأعضاء تتم بسهولة شديدة، وأسعار زهيدة، وهناك مستشفيات متخصصة فى تلك العمليات، والقانون الإسرائيلى يوفر جميع التسهيلات للمرضى والبائعين».
وهو ما يجعل من غير المستبعد أن يكون سبق لحمزة تنفيذ عمليات فى إسرائيل، وهذا ما يذهب بنا نحو احتمالية أن تكون إسرائيل تتاجر فى الأعضاء البشرية العربية تحت «غطاء عربى».
وهذا له ما يبرره فبالتأكيد أثرياء الخليج أكثر المشترين لهذه السلعة - لن يثقوا فى سلامة «الأجزاء البشرية» المباعة لهم من إسرائيليين، لكن فى حالة تأسيس فرع عربى للشبكة، يديره عرب فهذا أفضل، خاصة أنهم أردنيون، وهم أكثر العرب الذين يستطيعون التعامل مع الإسرائيليين بسهولة، بسبب القرب الجغرافى بين البلدين، وسهولة حركة التنقل بينهما، والتطبيع الذى يربطهما.
هناك لغز آخر فى قضية «الشبكة الأردنية» بالقاهرة وهو مستشفى «دار الفتح الطبى»، مقر إجراء عمليات نقل الأعضاء من الباعة للمشترين، والتى يملكها الدكتور أحمد عبدالعزيز مساعد الجراحة العامة بطب الأزهر، فهناك «تغطية غير مبررة من السلطات المصرية على تورطه فى القضية» والكلام لعمرو مصطفى أحد مسئولى المكتب الإقليمى للائتلاف العالمى لمكافحة الاتجار فى الأعضاء البشرية COFS، مؤكدا «ثبت منذ 3 سنوات قيام أحد مستشفياته بعمليات نقل أعضاء بشرية بالمخالفة للقانون، وأغلق المستشفى، ثم عاد إلى نفس نشاطه بتصريح رسمى من وزارة الصحة»، والمفاجأة أن ظروف القضيتين واحدة «تجار أردنيون، مشترون خليجيون، أما الباعة فسوريون وفلسطينيون من مخيمات اللاجئين بسوريا»، الدكتور حمدى حسن عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب، يقول «كل شىء وارد أن تكون لدينا عصابات دولية لتجارة الأعضاء ما دام لا يوجد قانون لتنظيم نقل الأعضاء، وإذا وجد فثقافة عدم احترام القوانين فى مصر، تنذر بأن الأمور ستزداد سوءاً، وإذا لم ينشط الإسرائيليون فى تلك التجارة الآن فسينشطون قريباً».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.