حصل اليوم السابع على مستندات جديدة فى كارثة البرادعة بمحافظة القليوبية والتى تسببت فى إصابة العديد من المواطنين "بالتيفود"، حيث كشفت المستندات، أن مشروعات المياه بالقرى التابعة لمحافظة القليوبية تم إسناد تنفيذها لشركة المقاولون العرب بالأمر المباشر من وزير الإسكان السابق الدكتور محمد إبراهيم سليمان، وفقا للقرار رقم "34" لسنة 2001 الذى أشار إليه الخطاب المحرر بتاريخ 11 سبتمبر 2001، وتضمن هذا القرار أن شركة المقاولون العرب ستقوم بتنفيذ وتصميم أعمال التغذية لعدد 48 قرية موزعة على محافظات "القليبوبة" و"الدقهلية" بتكلفة تقديرية 254 مليون جنيه. كشفت تحقيقات نيابة شبرا الخيمة، عن أن المكتب الاستشارى المشرف على مشروع شبكة المياه بقرية البرادعة، هو مكتب الاستشارات الهندسية والبيئة "انفايرو سيفك" المملوك للدكتور ضياء المنيرى شقيق زوجة وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان، وهو الأمر الذى أثيرت حوله العديد من الاتهامات فى السنوات السابقة لوزير الإسكان عن اتباع سياسة إسناد المشروعات بالأمر المباشر لعدد معين من شركات المقاولات بدلا من طرح هذه المشروعات فى مناقصات عامة، فى مقابل أن يتولى مكتب المنيرى، المهام الاستشارية لهذه المشروعات. وفى أثناء تحقيقات النيابة بمحافظة القليوبية، تقدم محمد طنطاوى مدير المرافق بمذكرة للنيابة، طالب فيها بالكشف عن اسم المكتب الاستشارى لمشروع المياه فى قرية البرادعة، وكذلك مقاول الباطن، وقال طنطاوى فى المذكرة إن هناك بعض المحاولات لإخفاء اسم المكتب الاستشارى، خاصة أن اللجنة الفنية المشكلة لإعداد تقرير عن أزمة التيفود ضمت ثلاثة أعضاء من العاملين فى الجهاز التنفيذى لمياه الشرب التابع لوزارة الإسكان، وعلم اليوم السابع من مصادر مطلعة بوزارة الإسكان، أن اللجنة الخماسية ضمت اثنين من الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب التابع لوزارة الإسكان، وهما المهندس سيد يحيى التهامى مدير عام الاختبارات بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، والمهندس عزت محمود صالح مدير إدارة التصميمات بالهيئة القومية لمياه الشرب، إلى جانب الدكتور محمود محمد عبد العظيم، والدكتورة أوليفيا حسين الشافعى، والدكتور محمد حسن عبد الرزاق. وقال طنطاوى، إن تقرير اللجنة الخماسية تم تسريبه لوسائل الإعلام قبل أن يعرض على النيابة بهدف التأثير على الرأى العام وإبعاد الشبهات عن المسئولين الحقيقيين عن الكارثة، خاصة أن طنطاوى طالب بمواجهة أعضاء اللجنة، وأكد مدير المرافق فى آخر مواجهة، تمت بين جميع المسئولين بالنيابة، عن أن مقاول الباطن الذى نفذ المشروع بالقرية، لم يذكر أحد اسمه، سواء بالجهاز التنفيذى أو شركة المقاولون العرب المنفذة للمشروع. واللافت أن عام 2006 شهدت محافظة الدقهلية انتشار وباء غامض بين المواطنين بسبب مياه الشرب أيضا، وتضاربت تصريحات المسئولين فى تحقيقات النيابة حول أسباب المرض والتى عرف بأزمة الطلمبات الحبشية، بينما أكد المصابون بهذا الوباء أنهم يعتمدون على مياه الطلمبات منذ سنوات طويلة، ولم يتعرضوا لأى أمراض بسبب استعمالهم لهذه المياه.