قبل أربعة أيام عقد مجلس إدراة هيئة التعمير والتنمية الزراعية اجتماعا وصفته قيادات بالهيئة بالجاد، والذى شهد سخونة لم يشهدها أى اجتماع سابق، خاصة أنها قررت تنفيذ قراراتها السابقة والتى اتخذتها قبل ثلاثة أشهر بسحب 110 آلاف فدان من المستثمرين ممن وصفتهم «بغير الجادين» بمشروع شرق العوينات الذى تبلغ مساحته الإجمالية 220 ألف فدان، ليبقى ملف أراضى الدولة هو الملف الأكثر اشتعالا بوزارة الزراعة. المفاجأة التى كشف عنها الدكتور سامر المفتى الأمين العام السابق لمركز بحوث الصحراء هى أن الأسباب الحقيقة وراء إصدار قرار سحب الأراضى من المستثمرين الخليجيين ليس لأنهم غير جادين فقط، إنما لأنهم يقومون بزراعة محاصيل الأعلاف التى تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية، مؤكدا أن مصر فقدت كميات كبيرة من المياه فى عدد من المشروعات لهذا السبب. مصادر بوزارة الزراعة كشفت أن أمين أباظة عند زيارته لمشروع شرق العوينات فى أغسطس الماضى أصدر قرارا بمنح أحد المستثمرين الإماراتيين مساحة 16 ألف فدان من الأراضى المخصصة للوزارة بالمنطقة بحق الانتفاع لمدة 25 سنة ليبدأ فى زراعتها بالبرسيم الحجازى وعلف الفيل خلال الموسم الشتوى القادم وهو ما جعل الدكتور أشرف عبدالغنى أستاذ الأراضى بمعهد الأراضى والمياه يحذر من جفاف الآبار الموجودة بشرق العوينات لأسباب تتعلق باستهلاك محاصيل الأعلاف الحيوانية لكميات كبيرة من المياه مما يهدد بجفاف الآبار بشرق العوينات، والأخطر -حسب عبدالغنى- هو أن المستثمرين يقومون بتصدير هذه المحاصيل إلى بلادهم وهو ما اعتبره تصديرا للمياه المصرية التى تدور الخلافات حولها حاليا مع دول حوض النيل. وطالب د.عبدالغنى بضرورة زراعة محاصيل استراتيجية فى هذا المشروع خاصة أن نسبة المياه الجوفية بشرق العوينات قد انخفضت بنسبة كبيرة تهدد ببوار 220 ألف فدان. بعض الشركات ممن صدر ضدها قرارات بسحب أراضيها جعلها تلتف حول القرار وذلك من خلال القيام بتأجير هذه الأراضى لمستثمرين صغار أو مزارعين لزراعتها واستصلاحها لإثبات حسن النية ثم انتزاعها منهم بعد ذلك، وحسب أحد المصادر بالزراعة فإن عددا من الشركات التى صدر بشأنها قرارات سحب قامت بالفعل بهذه الخطوة منذ 3 شهور لزراعتها بالبرسيم الحجازى والأعلاف الحيوانية فقط وهو شرط أساسى فى العقود التى وقعتها الشركات مع المزارعين. وأضاف المصدر أن الشركات قامت أيضا بتخصيص 10 % من المحاصيل للمزارعين و90 % لها. لمعلوماتك... ◄220 ألف فدان معرضة للبوار بسبب انخفاض نسبة المياه الجوفية
